من المرتقب ان تعرف النقطة الحدودية في باب سبتة تغييرات تقنية من أجل تفادي الازدحام القاتل الذي يعرفه هذا المعبر المهين، والذي يمر منه كل يوم قرابة ثلاثون ألفا من ممتهني التهريب المعاشي، أغلبهم نساء. ويتوقع ان يتم توسيع منافذ باب سبتة واعتماد منهجية أمنية أكثر مرونة، بالإضافة إلى اعتماد مقاربة إدارية تقضي بمنع مزيد من النساء القادمات من مناطق بعيدة من دخول سبتة لممارسة التهريب. وجاء هذا القرار بعد فيديو نشره مؤخرا موقع محلي بسبتة، والذي أحدث رجة قوية لدى السلطات الحدودية المغربية والإسبانية، بعدما أظهر فوضى كبيرة وتعاملا غير إنساني مع ممتهنات التهريب المعيشي بالمعبر الحدودي لسبتةالمحتلة. الفيديو الذي بثته قناة "فارو" الإلكترونية بسبتة، والذي صورته من أمام معبر "تارخال" الحدودي، أظهر نحو 1000 من ممتهني التهريب المعيشي، أغلبيتهم الساحقة من النساء، وهم يجتاحون المعبر محملين بالبضائع، فيما بدت السلطات الإسبانية عاجزة عن إيقاف زحف هؤلاء. الفيديو الذي صور خلال الشهر الجاري، تزامنا مع انتعاش تجارة التهريب المعيشي لاقتراب احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة، أظهر نسوة يحملن على أظهرهن بضائع تفوق أوزانهن، وهن يجرين في محاولة للوصول إلى بوابة المعبر. وركز المصور على حالة امرأة سقطت على مقربة من المعبر من فرط ثقل البضائع التي تحملهاعلى ظهرها، لتشرع في طلب المساعدة، كما وثق الفيديو ضرب شرطة الحدود الإسبانية للمهربين بعد عجز عناصرها عن وقف زحف الأمواج البشرية. وأكد مصدر مطلع أن حالات التدافع التي بات يشهدها المعبر الحدودي لسبتة مؤخرا ألزمت السلطات المغربية على اتخاذ إجراءات جديدة من جانبها، للحد من أعداد ممتهني التهريب المعاشي وأغلبهم سيدات. وأورد المصدر ذاته أن السلطات المغربية ستشرع في منع المزدادات خارج مدن الشمال من دخول سبتة، بمن فيهن اللواتي غير محل سكناهن من مدن أخرى إلى محيط سبتة لممارسة التهريب المعاشي، كما ستمنع المهربات الجديدات من ولوج سبتة. وتوقع المصدر نفسه أن تكون هذه الإجراءات مؤقتة إلى حين انتهاء احتفالات نهاية السنة، والتي تشهد ذروة أعمال التهريب المعاشي لتزامنها مع فترة التخفيضات في إسبانيا، ما يتسبب في اختناق المعبر. ويعتبر معبر باب سبتة نموذجا حقيقيا للفساد والارتشاء، حيث يدر يوميا مبالغ خيالية على المسؤولين الفاسدين الذين يقتاتون من بؤس آلاف النساء البئيسات والمهربين البسطاء، وهذا الفساد لن يشمله أي تغيير مستقبلي.