نظم تلاميذ جماعة إميضر أمس الاحد 23 شتنبر 2012 مسيرة احتجاجية، تضامنية نحو جبل ألبّان حيث يعتصم سكان الدواوير السبعة للجماعة منذ غشت 2011، وذلك بمشاركة ازيد من 800 تلميذ و تلميذة من مختلف الدواوير وجل المستويات الدراسية لاسيما المتمدرسين في المدارس الابتدائية و إعدادية القرية.
وقد انطلقت المسيرة، التي كانت تلاميذية خالصة بامتياز، من مركز إميضر بعد ان توافد إليها باقي التلاميذ من المداشر المتفرقة بين الجبال المنجمية للجماعة لتسير بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 10 بنظام و انتظام لمسافة تزيد عن 4 كيلومترات ليتسلق المتظاهرون بعد ذلك مسالك مرتفعات جبل ألبان الذي اصبح رمز النضال و الصمود بالمنطقة.
رفع التلاميذ شعارات و لافتات تندد بالأوضاع المزرية التي تتخبط فيها المنطقة، و خصوصا المشاكل المتراكمة في ملف التعليم بعد عودتهم لحجرات الدرس التي هجروها لمدة عام دراسي، احتسبته نيابة التعليم "ابيضا" بينما يرونه هم اسودا ووصمة عار في جبين المسؤولين و الدولة.
فبعد استفادتهم من المخيم الذي اقترحته الساكنة في إطار المخطط الاستعجالي لتنمية المناطق المنجمية كإعداد نفسي للتلاميذ، وبعد ان استبشر اولياء التلاميذ خيرا بالوعود المقدمة من طرف كل من المندوب الاقليمي للتعليم و عامل عمالة تنغير في اجتماع يوم 31 غشت 2012 مع لجنة الحوار المنبثقة من الساكنة، و الذي قدمت فيه اجابات إجابية لكافة اشكالات ملف التعليم بالجماعة، إلا أن مسؤول التعليم و عامل الاقليم فرضوا ربط الاستجابة لملف التعليم بالحل الشمولي للقضية، مما جعل مصير التلاميذ في مهب الريح، خصوصا ان شركة معادن إميضر (المعنية بقضية إميضر) تراهن على التدخل الامني و الوقت لاستنزاف المعتصمين، مما نتج عنه بشكل مباشر "سنة بيضاء" في الموسم الدراسي الماضي.
ورغم كل ذلك، و كتعبير عن حسن نية الساكنة، استأنف تلاميذ الجماعة الدراسة، هذا العام ككل التلاميذ المغاربة، لكنهم اصطدموا بنفس الواقع المرير و الهشّ، بل اسوء منه حيث تعرف المنطقة الغنية بثرواتها المعدنية غياب لوسائل النقل المدرسي (تلاميذ دوار اكيس يقطعون ازيد من ساعتين في مسالك وعرة نحو المدرسة...) وخصاص في اللوازم المدرسية إضافة الى هشاشة البنية التحتية و عدم تجهيزها و نقص الموارد البشرية و الاكتظاظ في حجرات الدرس (ثلاثة تلاميذ في طاولة واحدة بالنسبة لجل المستويات) ناهيك عن الاقسام المثلثة و المربعة، بالاضافة الى العنف الرمزي و المعنوي الممارس من طرف "بعض رجال التعليم" على التلاميذ، من قبيل تسفيه نضالات الساكنة و اتهام اوليائهم بالتسبب في الفتنة، وإهانة رمزية و قيمة جبل ألبّان في نفوس الاطفال، مما يهدد بتحطيم معنوياتهم و كل الدعم النفسي الذي تلقوه اثناء المخيم الصيفي. كل هذه الاسباب عجلت بإقدام التلاميذ تلقائيا على تنظيم هذا الشكل الاحتجاجي أمس الأحد، إضافة إلى تضامنهم مع دويهم المعتصمين من اجل الحقوق، و تنديدهم بالاعتقالات و الاحكام الجائرة الصادرة في حق ابائهم و إخوانهم، مع إبداء استعدادهم لمواصلة النضال لتحقيق الوعود المتفق عليها، كما هددوا رفقة اولياء امورهم بمقاطعة الدراسة إذا استمر الوضع المزري و غير السليم لسير التعليم و التلقين المدرسي...و ما بالك بالمواكبة النفسية للتلاميذ هذا العام كما وعد بذلك نائب التعليم.
هذا و قد فتح المتظاهرون شكلا احتجاجيا، على شكل حلقية جماهيرية (اڭراو) بالمعتصم، ناقشوا فيه مشاكلهم و ابانوا عن تنظيم وانضباط ومسؤولية قل نظيرها في صفوف اطفال في عمرهم، لينظمّوا بعد ذلك الى الجمع العام اليومي للمعتصمين ليختم اليوم النضالي بمسيرة العودة لمنازلهم رفقة امهاتهم، في حين مكث ابائهم و إخوانهم في المعتصم صامدين منذ 419 يوما، في اعتصام هو الاطول من نوعه. عن بلاغ لحركة على درب 96 إميضر