تتواصل حملات الأئمة في الجزائر وفي مصر ودول الخليج لحمل المسلمين في هذه الاقطار وحثهم للزواج من اللاجئات السوريات.
واعتبر بعض الائمة الجزائريين أمر الزواج باللاجئات السوريات "واجبا وطنيا"، وأكدوا في خطبهم على ضرورة أن يستر كل جزائري مقتدر، حتى وإن كان متزوجا، هؤلاء اللاجئات لانتشالهن من الشارع ومن ذل التسول الذي اخترنه طواعية.
كما ان بعض الخليجيين والعرب من جنسيات مختلفة يقومون بحملات ودعوات للزواج من اللاجئات السوريات، تحت مسميات مختلفة : من زواج مسيار و... إذ لا سبيل للتكفل بهن حسب هؤلاء الأئمة إلا ب"الزواج بهن لسترهن".
إلا ان هذه الدعوات لقيت معارضة شديدة ليس فقط من قبل الشباب السوري، بل حتى من طرف الجزائريات أنفسهن، حيث أثارت دعوات الأئمة استيائهن، لأنهم لم يستثنوا، من حملة تزويج السوريات المتزوجات، الرجال المتزوجين، فالمهم حسبهم أن يكون الرجل مقتدرا ماديا قادرا على الإنفاق على أسرته الأولى والأسرة الثانية، خاصة وأنهن غير مكلفات وظروفهن الاستثنائية تحول دون أن يشترطن الكثير في مهورهن.
من جهة أخرى أطلق ناشطون سوريون حملة لمحاربة الدعوات التي ينادي بها هؤلاء للزواج من اللاجئات السوريات، بحجة مساعدتهن في الظروف المأساوية الحالية التي تحيط بهن. بعد أن هربن مع عائلاتهن من الداخل السوري نتيجة ما قامت به الذئاب البشرية المتمثلة في عصابات النظام المسلحة.
وتهدف الحملة التي أطلقتها الناشطة السورية مزنة دريد تحت شعار( لاجئات لا سبايا) إلى توعية أهالي الفتيات ضد مخاطر هذا الزواج المغلف بعناوين دينية وقيمية اجتماعية، وتوجيه رسالة لبعض الشباب الخليجي والعربي ممن يعتقدون أن الزواج من سوريات طريقة معقولة للمساعدة بأن السوريين يرفضون المساعدة بهذه الطريقة، لأن المخاطر التي قد تترتب على هذا النوع من الزواج تتطلب رفضه.
وتقول مزنة انه ليس مضمونا أن يؤسس الزواج في هذه الظروف لأسرة سليمة تضمن حقوق الزوجة وحقوق أبنائها، كما أننا لا نضمن أن هذا الزوج لن يسعى لتكرار محاولة المساعدة بزواجه من فتاة أخرى، فضلا عن احتمالية أن يكون الزوج متزوجا مسبقا أصلا.
وتساءل مؤيد اسكيف أحد منظمي الحملة قائلا: إذا كانت النخوة والرغبة في المساعدة هي الدافع الحقيقي لدى راغبي الزواج فلماذا لم يهب هؤلاء إلى ستر الصوماليات أو السودانيات من أهل دارفور؟ وإذا كانت الدوافع انسانية بحتة كما يزعمون فليدعموا الشباب السوري الذي أجبرته الظروف على أن يظل أعزبا وهو لاجئ لا يجد قوت يومه.