شعب بريس في الوقت الذي توجه فيه مسلمو المغرب للمساجد و المصليات لأداء صلاة العيد، اختار سكان جماعة إميضر إقليم تنغير التوجه نحو جبل ألبان للاحتفال بعيد الفطر للمرة الثانية على التوالي، بعد عيدي الفطر و الأضحى للعام الماضي.
يذكر أن ساكنة الدواوير السبعة المكونة لجماعة إميضر تخوض اعتصاما مفتوحا بتأطير من حركة على درب 96 إميضر بجبل البان منذ شهر غشت من العام المنصرم ( ازيد من عام ) وهو الاعتصام في العراء الأطول من نوعه في المغرب، للمطالبة بحقوق مشروعة مسطرة في ملف مطلبي اجتماعي اقتصادي.
وقد قررت الساكنة أن السكوت لم يعد ممكنا، باعتبار أن دواوير إميضر تعاني من "حڭرة" و تهميش على كافة الأصعدة رغم احتضان أراضيهم لأكبر منجم لاستخراج الفضة بإفريقيا، لذا قرروا الصعود إلى جبل ألبان بعد استنفاد كل الحلول وأوقفوا عمليات الضخ غير المشروعة للمياه من ثقوب و خزان للمياه نحو منجم إميضر الذي تستغله شركة معادن إميضرSMI التابعة لمجموعة " ManaGem مناجم" وبالتالي الاعتصام بالجبل للضغط على الشركة لوقف استنزاف ثروات المنطقة وللاستجابة لمطالبهم المرفوعة منذ الاعتصام البطولي سنة 1996( التشغيل، الماء، البيئة الصحة، التعليم، التنمية..). واستمرارا لنضالاتهم تجمع أزيد من خمسة آلاف (5000) مواطن محتج رجالا ونساء، أطفالا، وشبابا، وشيوخا من كافة دواوير الجماعة للاحتفال بأجواء العيد بالمعتصم، وقد حرص الجميع على الحضور مبكرا رغم بعد المسافة بين ألبان و بعض الدواوير ( اقرب دوار يبعد 4 كيلومترات ) ووعورة المسالك، هذا وقد تم تسخير أزيد من 220 سيارة وشاحنة لنقل الرجال و النساء و الأطفال لينضافوا إلى المستقرين بالمعتصم، تأكيدا منهم على الوفاء بالعهد و الوحدة والصمود في نسخة مطابقة لأجواء عيد العام المنصرم.
هذا و قد عملت السلطات المحلية على إحباط محاولة منع ساكنة بعض الدواوير (أنونيزم و إيزومڭن) من الحضور إلى المعتصم وذلك بتسخير البلطجية و المقدمين و الشيوخ لتهديد الساكنة عبر المساجد و تحذير أصحاب السيارات و الشاحنات في منازلهم ليلا من نقل الساكنة لجبل ألبان. محاولات العرقلة و الفرملة هاته لم تمنعهم من التنقل وبشكل كثيف للاحتفال إلى جانب إخوانهم و أهاليهم بالمعتصم في جو نضالي واخوي قل نظيره.
وبعد أداء صلاة العيد جماعة، فتح شكل نضالي جماهيري رفعت فيه شعارات التحدي و الصمود و العزم على مواصلة النضال السلمي حتى تحقيق الحقوق، وخلال ذلك أكدت الساكنة عن وحدتها و تضامنها ورص الصفوف لمواجة التهديدات وأساليب القمع والاعتقال المخزنية وكذا تعنت إدارة الشركة ، كلها أمور زادت الساكنة إيمانا و تشبثا بحقهم في العيش الكريم على أرضهم أحرارا.
احتفال أهالي إميضر بالأعياد و الأفراح و الأحزان بهذه الأشكال الإنسانية الراقية و النضالية في آن واحد، يعتبر رسالة واضحة للمعنيين بقضيتهم والمسؤولين مفادها أن أيت إميضر أحفاد المقاومين لن بثنيهم عن أهدافهم و حقوقهم الشرعية سواء لا التهديدات ولا الاعتقالات، والمحاكمات الصورية ضد المناضلين، أو سياسة الترهيب و الترغيب و صم الآذان و الهروب إلى الأمام لربح الوقت، وكذا الحلول الترقيعية و أنصاف الحلول. فلنا في التاريخ عبرة.