دخلت عدة مناطق مهمشة بالمغرب، منذ أيام، في عزلة شبه تامة عن محيطها، بسبب موجة البرد المصحوبة بتساقطات ثلجية كثيفة تجتاح تلك المناطق. صحيح أن جلالة الملك محمد السادس، كما جرت العادة، تدخل لرد الاعتبار للمناطق المتضررة، وأعطى تعليماته لأفراد القوات المسلحة الملكية للاستعداد قصد تقديم الإغاثة والمساعدة للسكان المحاصرين، وإقامة مستشفيات ميدانية، وإمداد أهالي تلك المناطق بما يلزم لسد حاجياتهم، إلا أن الوضع في إطاره الطبيعي يطرح أكثر من تساؤل حول ما تصنعه الحكومة وأسطول المنتخبين من سياسات، وما تتخذه من قرارات عمومية من شأنها التخفيف من معاناة سكان العديد من القرى والمداشر والدواوير في معركتهم مع البرد والصقيع والتساقطات الثلجية، التي تشل أنشطتهم اليومية وتقيد حركيتهم، ليرغموا على البقاء في بيوتهم المتواضعة، درءا لتبعات انخفاض قياسي لدرجات الحرارة.
وبالنظر الى أن سكان هذه المناطق التي تتعرض للعزلة سنويا، يضيف موقع تيلي ماروك الذي أورد الخبر، فقدوا الأمل في سياسات وقرارات حكومية استباقية تقيهم قساوة البرد، فإنهم يحرصون على اعتماد أساليب التكافل الاجتماعي والتضامن وصيغ أخرى للتعايش بين الأسر، للتخفيف من وطأة البرد والحاجة، بينما يتمتع معظم المسؤولين الحكوميين داخل مكاتبهم في العاصمة الرباط بالمكيفات، وتعويضات التدفئة نهاية كل شهر.
بكل صراحة، يقول ذات الموقع، مللنا أن نردد هذه الأسطوانة كل سنة، وسئمنا من إثارة انتباه المسؤولين دون نتائج، والحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها تقول إنه أصبح قدرا على سكان المناطق المعزولة أن يواجهوا كل سنة برودة الطبيعة الإلهية القاسية، وفي الآن نفسه برودة الأداء الرسمي المجحف في التعامل مع إشكالية فك العزلة من معاناة السكان في المناطق الجبلية والنائية، مادام المسؤولون يعتبرون أنفسهم في منأى عن المآسي والمتاعب التي يعيش فيها المئات من القرى، خلال موسم الثلج والصقيع.