خرجت صحافة النظام العسكري الجزائرية عن صمتها بخصوص العملية التي نفذتها القوات المسلحة الملكية يوم 13 نونبر في الكركرات. وبعد إصدار وزارة الخارجية الجزائرية بلاغا في اليوم نفسه حول القضية، جاء وقت التجييش العام لوسائل الإعلام الجزائرية لصالح انفصالي البوليساريو، حيث أجمعت على وصف تدخل الجيش المغربي بأنه "عدوان"، في تدخل سافر في الشؤون المغربية وفي موقف نشاز على المستوى العربي والدولي.. وتصدر الخبر الصفحة الأولى لغالبية وسائل الإعلام الجزائرية، سواء أكانت رسمية أو "مستقلة". وفي الوقت الذي اتفقت جلها على تكرار نفس الاسطوانة المشروخة التي دأب نظام العسكر على ترديدها بشأن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، حاول بعضها إضافة توابل اخرى من خلال اللجوء إلى "الأخبار الكاذبة"، وتلفيق صور لا علاقة لها بالواقع، كما كان حال جريدة الخبر التي نشرت مقالا، أمس الإثنين 16 نونبر، على صفحتها الأولى، تحدثت فيه على ما أسمته ب "القمع الكبير للجماهير الصحراوية "، وهو كلام يفضح الجريدة التابعة للمخابرات الجزائرية، ويكشف ان الطرف الرئيسي في هذا النزاع هو نظام العسكر الجزائري، الذي يحاول دائما التهرب من مسؤوليته التاريخية الثابتة. وأضافت الجريدة نقلا عن أكاديمي جزائري أن "المملكة المغربية لا تملك أي استعداد للدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة مع جبهة البوليساريو"، وهو حكم لا يستند إلى حقيقة ما يجري على الواقع..
وأبدت مجموعة "الشروق"، من خلال جميع إصداراتها (الصحف والمطبوعات ومواقعها على الإنترنت والتلفزيون)، حماسا ملحوظًا في الدفاع عن أطروحات الانفصاليين. إذ منذ يوم الجمعة الماضي، والقناة التلفزية التابعة للمجموعة تستضيف ما يسمى بممثل جبهة البوليساريو في الجزائر، عبد القادر طالب عمر، لتكرار ما يقوله كل مرة، ويوم أمس لم يستدعى لوحده، إذ رافقه، من مخيمات تندوف، المتحدث باسم ما يسمى ب"الحكومة الصحراوية" حمادة سلمى، لمساعدته في العزف على نفس الاسطوانة المشروخة وتوهيم المحنتجزين بمخيمات العار بانصار وهمي، لتهدئة الغضب العارم الذي يسود في اوساط الساكنة...
وفي نفس الوقت تقريبا، بثت قناة "البلاد" برنامجا حول النزاع المفتعل واستدعت ضيوفا جزائريين، وذلك قبل يوم من اتهام موقعها الإخباري على الأنترنيت، المملكة بشن حرب على حدود الجزائر، وكذا الإمارات العربية المتحدة بالتحضير لاشعال المنطقة.
من جانبها، أجرت قناة "الحياة" مقابلة مع الطالب عمر، وفي اليوم التالي تطرق المدير العام للقناة لنفس الموضوع في برنامجه "السياسة" رفقة ضابط متقاعد من القوات الجوية الجزائرية.
وسلكت صحيفة "الوطن" الناطقة بالفرنسية، نفس النهج وأشارت في مقال لها إلى "الموقف غير الودي للأنظمة الملكية في الخليج ".
من جهتها، اختارت صحيفة "ليكسبرسيون" الناطقة بالفرنسية، سرد ما اسمته بالمخاطر التي تهدد استقرار الجزائر مشيرة إلى "التهديد الذي يتم التعبير عنه بطريقة بارزة وخطيرة للغاية، هذا ما يحدث على حدودنا، لا سيما آخر التطورات على الحدود الغربية مع الجار المغربي ومحاولاته اللعب من خلال قضية الصحراء ...".
كما دفعت عملية الجيش المغربي في الكركرات الجيش الجزائري إلى عرض ترسانته في شريط فيديو مدته حوالي 20 دقيقة بعنوان "إلا الجزائر" بثته التلفزيون العمومي الجزائري، يوم السبت الماضي. وظهر في الروبورتاج لأول مرة، استخدام الجيش لصواريخ "اسكندر أي" الباليستية الروسية الصنع في المناورات، إضافة أسلحة من الحجم الثقيل.
وتكشف حالة الهيجان التي اصيبت بها وسائل الاعلام الجزائرية، ومن ورائها مؤسسة الجيش، ضلوع النظام العسكري في هذا النزاع المفتعل ومسؤوليته الثابتة في تأجيجه واستدامته عبر اذنابه المرتزقة الذين يتم دعمهم ومدهم بالسلاح والعتاد، وإيوائهم جنوب غرب الجزائر لزعزعة استقرا المغرب وكل المنطقة...