قال جمال الدين البوزيدي، الطبيب الاختصاصي في الأمراض التنفسية، إن تخفيف الحجر الصحي لا يعني أن وباء كورونا اندثر، مشددا على ضرورة أن يضاعف المغاربة من اليقظة والحيطة والحذر خلال المرحلة المقبلة. ووجه البوزيدي رسالة إلى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، داعيا إياهم إلى المكوث في بيوتهم وعدم الخروج إلى غاية شهر فبراير من العام المقبل وفق ما أكده خبراء في الصحة.
وحول تقييمه للقرار الذي اتخذته الحكومة، القاضي بالدخول للمرحلة الثانية من تخفيف الحجر الصحي، أكد البوزيدي، في حوار مع موقع القناة الثانية، انه هذا القرار جاء في وقته واتخذ في الوقت المناسب وبالتالي فإن قرار تقسيم المغرب إلى منطقين في المرحلة الأولى من تخفيف الحجر، كان قرارحكيما وهو ما أدى بالدولة إلى الخروج بمزيد من الاجراءات والتدابير لتخفيف الحجر الصحي.
وأشار الاخصائي إلى أن مجموعة من الدول لم تفرض الحجر الصحي على كافة مناطقها، بل تم فرضه على المناطق التي توجد فيها مؤشرات إصابة مرتفعة، وبالتالي، مضيفا أن التقسيم والتقييم الذي قام به المغرب كان تقسيما وتقييما علميا وموضوعيا.
أما بخصوص النصائح التي يمكن تقديمها للمواطنين المغاربة بعد الدخول للمرحلة الثانية من تخفيف الحجر، والسماح بعودة مجموعة من الأنشطة والعودة شبه العادية للحياة الطبيعية، أكد الدكتور البوزيدي أن هذا الفيروس "جديد لا نعرفه جيدا ولم يتم التوصل بعد إلى لقاح له، وبالتالي خلال الأربعة أشهر الأخيرة تعلمنا مجموعة من العادات وبالتالي يجب علينا أن نحافظ على كل ماتعلمناه خلال فترة فرض الحجر الصحي الأولى، من حيث تنظيف اليدين وتجنب لمس العينين والوجه ومسافة الأمان(التباعد الاجتماعي) ووضع الكمامة في جميع الحالات."
وأضاف أن "الالتزام بهذه الأمور سيمكننا من محاصرة الفيروس لكي نتجنب موجه ثانية من الإصابات، خاصة وأن هناك أضرارا نفسية واجتماعية واقتصادية خلفها الحجر الصحي، وبالتالي الأمر يجعل المواطنين لايكترثون لهذه الأمور وأصبح شغلهم الشاغل الخروج من المنزل. لكن هذا لا يجب أن ينسينا أن الفيروس معنا ويجب الاحتراز والحذر ويجب أن تصبح الاجراءات الوقائية جزءا من عاداتنا اليومية."
وحول سؤال المغرب من خلال تخفيفه للحجر الصحي وانتقاله للمرحلة الثانية من التخفيف أصبح في بر الأمان؟
وختم الدكتور بالقول إن "الأرقام مطمئنة والوضعية الوبائية مسيطر عليها تماما، ولكن هذا لا يعني أننا "قطعنا الواد ونشفو رجلينا"، المرحلة المقبلة حساسة جدا"، قبل أن يضيف "وبالتالي أوجه نداء خاص بالدرجة الأولى لكبار السن والمصابين بالأمراض الذين يجب عليهم أن يبقوا في الحجر الصحي وفق ما يوصي به الخبراء إلى شهر فبراير 2021."
كما وجه الدكتور أيضا نداء لأرباب العمل بالوحدات الصناعية بأن يتخذوا جميع إجراءات السلامة لان هناك مخاطر في الاماكن المغلقة، وبالتالي على أرباب العمل أن يوافقوا بين البيع والمصلحة العامة، يقول الاخصائي قبل ان يختم بالتأكيد على ضرورة "أخذ الأمور بجدية، المغرب تعامل مع هذه الجائحة بخطوات ممتازة لكن هذا لايكفي بل يجب على الشعب المغربي أيضا أن يساهم في هذا المجهود .