شعب بريس- وكالات رصد تربويون ومختصون تنامي ظاهرة سلوكية خاطئة بين الفتيات في الجامعات، تتمثل في الإعجاب أو الانجذاب بين الفتيات وانتشار العلاقات العاطفية فيما بينهنّ، فيما باتت هذه السلوكيات تقلق أمهات الطالبات المستجدات، إذ لم تعد تخفى سلوكيات الفتيات في هذا السياق على المراقبات ومسؤولات داخل الحرم الجامعي، فيما تتخذ بعضهن من ممرات الجامعة مكانا للتسكع والتصرفات المبتذلة.
شارع الحب
تقول إحدى طالبات جامعة أم القرى في مكة: "يوجد في الجامعة ممر عرف بين الطالبات ب"شارع الحب"، نظرا لما يكثر فيه من سلوكيات الفتيات الخاطئة، التي من بينها تبادل نظرات الإعجاب والتصرفات غير البريئة، بحسب وصفها، وأضافت:" بعد أن كانت هذه الأمور تحدث خفية بينهن، صار "شارع الحب" معلما بارزا لرصد مثل هذه السلوكيات، فاقت شهرته المكتبات في الحرم الجامعي".
وأشارت الطالبة نورة خالد الى أن الأمن النسائي في الجامعة يحاول الحد من السلوكيات الغريبة والمريبة بين الفتيات بشكل حازم وقوي، منوهة الى أن شهرة مصطلح "شارع الحب" تعدت حرم جامعة أم القرى الى الجامعات الأخرى.
وأبدت الطالبة لمى علي، استغرابها مما وصفته "عبث الطالبات في الجامعة"، معتبرة أن المجتمع أصبح أكثر انفتاحا ويمارس أفراده حقوقهم بكل حرية، مستدركة أن بعض الفتيات تستغل هذه الحرية بشكل خاطئ، وقالت: "يجب عليهن الخوف من أن يتم إحالتهن للتحقيق الجامعي الذي قد يتخذ قرارا بفصلهن في بعض الأحيان".
كما أبدت الطالبة المستجدة سارة أحمد رهبتها من ارتياد الجامعة بمفردها مع مشاهدتها مثل هذه السلوكيات، مبينة أنها لا تسير في أروقة وأفنية الجامعة إلا برفقة إحدى صديقاتها.
دوافع فسيولوجية
من جهتها، عزت الاستشارية النفسية الدكتورة تهاني العمودي بعض السلوكيات الخاطئة بين الفتيات لدوافع فسيولوجية، كارتفاع هرمون الذكورة لدى الفتاة، الأمر الذي يجعل تصرفاتها واهتماماتها أقرب الى الرجل، إضافة الى دوافع نفسية كحب لفت النظر، خصوصا عندما تقبل الفتاة على مجتمع جديد ليس لديها أي علاقات به، فتلجأ لبناء مثل هذه العلاقات، لافتة الى أن مسببات التنشئة تعد من الدوافع التي تؤثر سلبا على الفتاة، كون بعض الأسر يوصون بناتهم بالاحتشام عن طريق لبس الثياب التي تشبه ثياب الرجال، ما يجعل الفتاة تنشأ نشأة شاذة، مطالبة بضرورة مراقبة لباس وتصرفات الفتيات وتثقيفهن بعواقب هذه العلاقات، وقالت" الأم صديقة لابنتها ومن واجبها مصارحتها بسلبيات الشذوذ دون حرج، وتذكيرها أولا وأخيرا بالرقابة الإلهية وحكم من يرتكب هذا السلوك غير السوي، المتلخص في حب الفتيات لبعضهن بشكل خاطئ، كأن تكون علاقة الفتاة بزميلتها كعلاقة الزوج بزوجته".
وأوضحت الاختصاصية الاجتماعية في مركز التنمية الاجتماعية بمكةالمكرمة فوزية مصلح أن المشكلات الأسرية كحالات الطلاق والعنف الأسري، من أهم أسباب انتشار الشذوذ بين أوساط الفتيات، إضافة الى الفراغ العاطفي لدى الفتاة ما يدفعها للبحث عمن يروي عاطفتها، فتلجأ لتكوين تلك العلاقات، ولفتت الى أن فترة الانتقال من المرحلة الثانوية الى المرحلة الجامعية خطرة، وذلك لأن الفتاة تبحث في هذا الوقت عن صديقات تكمل معهن رحلتها الدراسية، ما يجعلها تصادق فتيات يهوين بها في عالم الشذوذ. مشددة على دور الجامعة في الحد من هذه العلاقات ومكافحتها كي لا تتفاقم، وذلك بعقد اجتماعات ومحاضرات تثقيفية تتضمن تثقيف الفتيات بمخاطر هذا الشذوذ عليهن وعلى مجتمعهن باعتبارهن أفرادا من هذا المجتمع ويساهمن في رقيه، موضحة دور مركز التنمية في توعية الأسرة لمواجهة تلك الظاهرة من خلال عقد برامج وندوات توعوية متنوعة.