أعاد الفريق أحمد قايد صالح، الرجل القوي بالجزائر، ترديد اسطوانته المعهودة بشأن الانتخابات الرئاسية التي قرر تنظيمها ضدا على رغبة الشعب، مهاجما المتظاهرين الذي يخرجون بالملايين كل جمعة واصفا إياهم بالشرذمة والعصابة التي تخدم اجندات مشبوهة.. وشدد نائب وزير الدفاع الجزائري، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، اليوم الأربعاء في كلمة توجيهية ألقاها خلال زيارة عمل قام بها إلى قيادة قوات الدفاع الجوي عن الإقليم بالجزائر العاصمة، على أن الانتخابات الرئاسية ستجرى في موعدها المحدد يوم 12 دجنبر المقبل. وأكد الفريق قايد صالح استمرار ما سماه ب"دعم الجيش الوطني الشعبي" للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، التي تشرف على كافة مراحل العملية الانتخابية، وهو دعم سيتواصل "إلى غاية بلوغ الهدف الأسمى وهو إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد أي يوم الخميس 12 ديسمبر 2019".
وشدد الرجل القوي بالجزائر على أن هذه الاستحقاقات "ستجرى في موعدها، لأن هذا المسعى الوطني النبيل هو نابع من الإرادة الشعبية"، مشيرا إلى أنه عندما يتحدث عن الإرادة الشعبية فإنه يعني 'كافة فئات الشعب الجزائري باستثناء العصابة ومن سار في فلكها'، كما لو أن آلاف الجزائريين بل الملايين منهم، الذين يخرجون كل جمعة، ليسوا سوى أذناب لما يسميه بالعصابة..
وقال الفريق قايد صالح إن "ما يهدف إليه الشعب الجزائري رفقة جيشه وما يسعى إلى تجسيده فعليا، هو إرساء أسس الدولة الوطنية الجديدة، التي سيتولى أمرها الرئيس المنتخب، الذي حظي بثقة الشعب ونال رضاه ومنحه الشرعية الشعبية"، وذلك في تناقض تام مع ما يطالب به الحراك الشعبي في الجزائر الذي يرفع شعارات "إرحل" في وجه قايد صالح ويدعو إلى ابتعاد مؤسسة الجيش عن الشأن السياسي..
ومن شأن كل هذه العوامل، يضيف قايد صالح، تمكين الرئيس المنتخب من "تجسيد التطلعات الشعبية والمتوافقة أساسا مع آمال الشباب وتحقيق مسعى اللحاق بركب الدول المتقدمة، كما كان يتمنى الشهداء الأبرار وكما تتطلع بل وتحلم بها الأجيال الصاعدة للجزائر المستقلة"!
وتوقف الفريق قايد صالح أيضا عند ما سماه بالالتفاف "المنقطع النظير" الذي عبر عنه الشعب الجزائري والبلاد تستعد لخوض الانتخابات الرئاسية، وهو ما يعكس حسب زعمه "وعيا شعبيا عالي المستوى بأهمية هذا الاستحقاق الوطني الحيوي، ويعكس الإدراك الشعبي العميق لحتمية التسريع بل التعجيل بإخراج بلادنا من هذه المرحلة الحساسة".
وفي هذا الصدد، خص قايد صالح بالذكر الشباب الذي "بلغ درجة عالية من الوعي" بتصميمه على "الذهاب إلى إجراء الانتخابات الرئاسية، مفشلا بذلك مخططات العصابة وأذنابها الذين تعودوا على الابتزاز السياسي، من خلال أبواق ناعقة تستغل بعض المنابر الإعلامية المغرضة التي تحاول عبثا عرقلة هذا المسعى النبيل"، وهي عبارات تنطق بعكس ما يجري في الواقع إذ أن الشباب الذي يتحدث عنه قايد صالح يطالب برحيل هذا الأخير وعودة الجيش إلى الثكنات وبناء دولة مدنية ديمقراطية بعيدا عن إملاءات العسكر وتدخل الجنرالات في الشؤون السياسية، منذ استقلال البلاد سنة 1962 وانقلاب محمد بوخروبة (الهواري بومدين) على الحكومة الانتقالية المدنية التي كان يرأسها المجاهد بنيوسف بنخدة.