عقد أعضاء مجلس الأمن ال15، يوم الأربعاء الماضي، اجتماعا مغلقا لحلحلة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ومناقشة كيفية الخروج من الجمود الذي يطبع الملف منذ استقالة المبعوث الأممي الخاص للصحراء، الرئيس الألماني السابق، هورست كوهلر، في أواخر ماي الماضي. وتأتي جلسة الاربعاء المنصرم، قبل الجلسة الأخيرة والحاسمة لمجلس الأمن، المنتظر عقدها يوم 30 أكتوبر لتحديد فترة التمديد للبعثة الأممية في الصحراء (المينورسو).
ودخلت بلجيكا على الخط، حيث دعت علانية الأمين العام للأمم المتحدة، البرتغالي أنطونيو غوتيريس، إلى تعيين مبعوث أممي جديد "في أقرب وقت". كما دافعت بلجيكا، عن ضرورة أن يستمر المبعوث الأممي المقبل في خطى التقدم الذي أحرزه سلفه في الملف.
وكشفت مصادر دبلوماسية، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” يوم أمس، أن العديد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن أكدت على طول الاجتماع المغلق، على ضرورة التعجيل بتعيين مبعوث أممي جديد خلفا للألماني كوهلر، حفاظا على التقدم الذي حققه هذا الأخير خلال ولايته القصيرة وغير المكتملة، لاسيما الانتقال إلى طاولة مستديرة تجمع كل أطراف النزاع، بما فيها الجزائر التي دأبت على التهرب من مسؤوليتها المباشرة في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأضاف المصدر ذاته أن مجلس الأمن ليس من صلاحيته تعيين مبعوث أممي جديد، بل الأمين العام للأمم المتحدة هو المخول الوحيد، مضيفا أن "الدول الأعضاء ال15 في مجلس الأمن أمامها فرصة لحث الدبلوماسي البرتغالي، لأنه سيكون عليها في نهاية هذا الشهر تبني قرارا حول الصحراء من أجل تمديد ولاية المينورسو".
وأوضح مساوي العجلاوي، الخبير المغربي المتخصص في شؤون الصحراء وإفريقيا، في تصريح لجريدة "أخبار اليوم"، أن لقاء الأربعاء كان "عبارة عن اجتماع للمشاورات قدم فيه كولين ستوارت، رئيس البعثة الأممية بالصحراء (المينورسو)، إحاطة حول القضية أمام أعضاء مجلس الأمن"، وهو الاجتماع الثاني بعد الاجتماعي الأول في 8 أكتوبر الجاري، في انتظار الاجتماع الثالث والأخير، الذي سيعتمد القرار النهائي لتحديد فترة التمديد للبعثة الأممية.
وأضاف العجلاوي أن اجتماعات هذا الشهر لن تؤدي فقط إلى تعيين مبعوث أممي جديد، بل تشير إلى ميلاد توجه جديد في قضية الصحراء. ويعتقد العجلاوي أنه "لا يمكن أن يحدث تقدم في ملف الصحراء، حتى لو عين مبعوث جديد، دون أن تستقر الأمور في الجزائر"، نظرا للغموض الذي يلف المرحلة المقبلة في الجارة الشرقية.
من جهته، أوضح تاج الدين الحسيني، الخبير المغربي في العلاقات الدولية، أن اجتماع يوم الأربعاء يدخل في إطار التنشيط لمناقشة القضية برمتها في 30 أكتوبر المقبل للخروج بقرار نهائي حول التمديد لبعثة الأممالمتحدة في الصحراء.
ورجح الحسيني إمكانية أن يعين مبعوث أممي جديد، وألمح إلى أنه كلما كان المبعوث الأممي الجديد من الخارج أمريكيا كان أفضل للمغرب. ومن أجل تعيين مبعوث أممي جديد يتوجب على الأمين العام للأمم المتحدة البحث عن شخصيات ومناقشتها مع الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وأصدقاء الصحراء، ثانيا، والأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، ثم أطراف النزاع، المغرب والبوليساريو والجزائر..
وكان الأمين العام للأمم المتحدة طلب في تقريره الأخير بتمديد ولاية المينورسو، لكنه لم يحدد الفترة، إذ إن المشاورات التي ستقودها الولاياتالمتحدة في الساعات المقبلة ستكون حاسمة لمعرفة، هل سيكون التمديد ل6 شهور فقط، كما هو عليه الحال حاليا، أم ستتم العودة إلى ولاية سنة بأكملها.