أشارت دراسة حديثة إلى أن تلوث الهواء الناجم عن أبخرة عوادم السيارات قد يغير هيكل أدمغة الأطفال لجعلهم أكثر عرضة للقلق. ولاحظ الباحثون منذ فترة طويلة ارتفاع معدلات الأمراض العقلية والتأخر في النمو والتعلم (ناهيك عن الربو والسمنة) بين الأطفال الذين يعيشون بالقرب من الطرق السريعة المزدحمة.
ومع ذلك، ولأول مرة، رأى الباحثون من جامعة سينسيناتي بالفعل علامات على تلك التغييرات، باستخدام التصوير العصبي.
وكشفت نتائج المسح الكيميائي لأدمغة الأطفال ال14 المشاركين في الدراسة، عن وجود اختلافات ملحوظة في مستويات مادة كيميائية تدعى "ميو-إينوسيتول" في أدمغة الذين عاشوا في نوعية هواء رديئة.
وهذه المادة الكيميائية هي مستقلب شائع للجلوكوز، الجزيء الذي يعطي الخلايا الطاقة، في أجسام البشر والثدييات الأخرى وحتى في النباتات.
وقد تكون المستويات العالية من المستقلب علامات على مرحلة ما قبل الخرف أو ألزهايمر.
وكان لدى هؤلاء الأطفال أيضا معدلات أعلى من القلق على المدى القصير، مما أعطى الباحثين فكرة عن الطريقة التي يؤثر بها التلوث على الدماغ لزيادة مخاطر الإصابة بأمراض عقلية.
وتعد الجزيئات الدقيقة والتلوث قصير الأمد والتلوث طويل الأمد والأوزون ضارة بالأشخاص من جميع الفئات العمرية بطرق عديدة، بما في ذلك زيادة مخاطر الإصابة بالربو وأمراض القلب والرئة ومرض السكري.
لكن الأجنة والرضع والأطفال هم الأكثر ضررا لأن الرئتين والدماغ قيد النمو والتطور.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن 700 ألف طفل دون سن الخامسة يموتون كل عام بسبب تلوث الهواء، حيث لا يمكن لرئتي الطفل النمو بشكل كبير أو قوي في المناطق شديدة التلوث، ويمكن للجزيئات الدقيقة الضارة في الهواء الانتقال من الرئتين إلى المخ لتتلف الأغشية الواقية فيه.