في الوقت الذي تتصاعد فيه المتظاهرات ضد ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، وفي محاولة جديدة لاسكات صوت الشعب، لجأ نظام العسكر إلى إعادة ترديد اسطوانة العدو الخارجي والفتنة والتهديد بالعودة إلى العشرية السوداء، وذلك من خلال رسالة منسوبة إلى بوتفليقة المريض والمتواجد باحد المستشفيات بجنيف، وقد جاءت الرسالة مليئة بمفردات وعبارات شبيهة بتلك التي استعملها قايد صالح في تحذيراته للشعب الجزائري.. وخرج "الرئيس" برسالة جديدة للشعب، اليوم الخميس، يشيد فيها ب"الطابع السلمي للمسيرات الشعبية"، محذرا في الوقت نفسه من "اختراق المسيرات من قبل فئات غادرة داخلية أو خارجية".
وجاءت رسالة بوتفليقة "بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة"، وقرأتها نيابة عنه وزيرة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والرقمنة، هدى إيمان فرعون، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية.
وقال بوتفليقة في الرسالة: "شاهدنا منذ أيام خروج عدد من مواطنينا ومواطناتنا في مختلف ربوع الوطن للتعبير عن آرائهم بطرق سلمية، ووجدنا في ذلك ما يدعو للارتياح لنضج مواطنينا، بمن فيهم شبابنا، وكذا لكون التعددية الديمقراطية التي ما فتئنا نناضل من أجلها باتت واقعا معيشا".
وفي الوقت نفسه، دعا الرئيس الجزائري إلى "أخذ الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية، التي قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات".
وأضاف بوتفليقة: "الجزائر دفعت ثمنا باهظا وبذلت جهدا جهيدا لاسترجاع استقلاها وحريتها، كما دفع شعبنا كلفة غالية وأليمة للحفاظ على وحدتها واستعادة سلمها واستقرارها بعد مأساة وطنية دامية"، مناشدا الجميع، "وبالدرجة الأولى الأمهات"، إلى الحرص على "صون الوطن عامة وأبنائه بالدرجة الأولى".
وتأتي رسالة بوتفليقة، في غضون احتجاجات شعبية عارمة في مختلف أنحاء الجزائر للمطالبة بتراجعه عن الترشح. كما تشهد الاوساط السياسية تحركات أيضا في هذا السياق، في إشارة نادرة إلى وجود انقسامات في طبقة النخبة.