عادت قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى الواجهة بعد التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن الجريمة، وتعيين سفيرة جديدة للسعودية في أميركا ربطها المغردون بالقضية ذاتها. هذان التطوران استحوذا على اهتمام النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، وأثارت تصريحات أردوغان -التي صعد فيها اللهجة بشكل لافت ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان- الكثير من ردود الفعل التي انقسمت بين مؤيد ومعارض.
أحد أبرز المعقبين على تصريحات أردوغان كان الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد الذي قال في تغريدة له "في آخر عشرة أيام من كل شهر يصرح أردوغان عن قضية خاشقجي مهاجما السعودية بنفس الهراء القديم الجديد، هو يعلم أن ذلك لم يجد سابقا ولن يجدي الآن، ولكن ربما هو موعد الدفعة المستحقة!".
بالمقابل، استعرض عضو مجلس الشورى المصري السابق محمد الصغير في تغريدة له بعض ما جاء في تصريحات أردوغان، قائلا "ضرب أردوغان مثلا لولي عهد السعودية قائلا "إن لم يكن بوضوئك شبهة فلن يكون بصلاتك شبهة"، وهو مثل تركي، يعني لو صحت المقدمات فستكون النتائج صحيحة، ثم قال: اخرج وسط الناس وبين لهم إذا كنت واثقا من نفسك، اخرج للعلن وتكلم عوضا عن استعمال النفط والأموال للتغطية على جريمة خاشقجي".
سفيرة للتجميل كما تفاعل النشطاء مع القرار السعودي بتعيين الأميرة بندر بنت سلطان سفيرة للمملكة في واشنطن، حيث أعادوا نشر فيديو للناشط السعودي المعارض عمر عبد العزيز الزهراني نشره في نونبر الماضي دعا فيه السلطات السعودية إلى الاستعانة بالأميرة ريما بنت بندر في منصب رسمي، لتلميع صورة المملكة السعودية بعد قضية مقتل خاشقجي.
النشطاء عبروا عن قناعتهم بأن تعيين الأميرة ريما هو محاولة لتجميل صورة المملكة، ومن ضمن أصحاب هذا الرأي كانت الصحفية في جريدة واشنطن بوست كارين عطية التي قالت بتغريدة لها "المملكة العربية السعودية يائسة لتجاوز أزمة خاشقجي، حتى أنهم عينوا الأميرة ريما للخروج أمام الجمهور لتخفيف صورة السعودية، إنها ذكية ومتحدثة جيدة، لكن جرائم السعودية ضد خاشقجي والناشطات الإصلاحيات والمعتقلات واليمن لا يمكن مسحها".
بينما غردت الناشطة هناء الخمري قائلة "لطالما سعى النظام السعودي إلى احتواء النخبة المثقفة من النساء، فإذا رفضت إحداهن الانصياع فإن السجن مآلها، وإما إذا قبلت فإنها تمنح منصبا دبلوماسيا، هذا النظام الشمولي يوظف النساء لتحقيق أهدافه السياسية ولخلق صورة ناعمة، مثقفة، جميلة ولبقة عن المستبد الأبوي الظالم ولضمان بقائه".
وكتبت الحقوقية تمارة واتس "آسفة يا السعودية، لكن إرسال امرأة كسفيرة إلى واشنطن لن يمحو حقيقة سجنك النساء بسبب دعوتهم السلمية للتغيير التي تقولين إنك تؤيدينها، أطلقوا سراحهن".
كما رأى الحقوقي السعودي يحيى عسيري أن تعيين سفيرة جديدة لدى واشنطن هو دليل على التورط بالجريمة، وجاء في تغريدته "سحب خالد بن سلمان بسبب عملكم وضغطكم في قضية جمال خاشقجي رحمه الله، وهذا يدل على تورطه، وأي قرارات وتعيين خارج إرادة ومشاركة الشعب فلا قيمة لها، وهي من خطوات المستبد، وغير شرعية كمصدرها غير الشرعي".