حذرت دراسة أمريكية حديثة، نشرت نتائجها في العدد الأخير من دورية (Translational Psychiatry) العلمية، من أن شرب الكحول في فترة المراهقة، يحدث تغييرات دائمة في الدماغ، تؤثر على مركز العاطفة وتزيد من اضطرابات الخوف والقلق. وللوصول إلى نتائج الدراسة، أجرى فريق من الباحثين بمركز شيكاغو لأبحاث الكحوليات بجامعة إلينوي الأمريكية، مسحا لأنسجة مأخوذة من أدمغة مجموعة من المتوفين الذين كانوا يشربون الكحول بينهم أثناء فترة المراهقة، وقارنوها بحالة أنسجة من أدمغة أقرانهم الذين لم يشربوا الكحول في فترة المراهقة.
وبشكل أكثر تحديدا، درس الفريق حالة اللوزة الدماغية وهي جزء من الدماغ يشارك في إدراك وتقييم العواطف والمدارك الحسية والاستجابات السلوكية المرتبطة بالخوف والقلق وهي تراقب باستمرار ورود أي إشارات خطر من حواس الإنسان، كما تعد كنظام إنذار واستشعار للمتعة.
وأثبتت الدراسة أن شرب الكحول في مرحلة المراهقة له تأثيرات دائمة على توصيلات الدماغ، ويترافق ذلك مع زيادة خطر حدوث مشاكل نفسية واضطراب الكحول في وقت لاحق من الحياة.
وكانت الأنسجة الدماغية للذين كانوا يشربون الكحول في فترة المراهقة لديهم نسبة تتراوح بين 30 إلى 40 في المئة أقل في حجم اللوزة الدماغية، مقارنة مع المجموعة الثانية.
وقال الدكتور سوبهاش باندي، قائد فريق البحث "إن التغيرات التي تحدث في اللوزة الدماغية لدى المراهقين الذين يشربون الكحول يمكن أن تغير الوظيفة الطبيعية لهذه المنطقة المهمة من الدماغ".
وأضاف أن "هذه التغييرات في هذه المنطقة التي تساعد على تنظيم عواطفنا، تجعل الأفراد أكثر عرضة لأشياء مثل القلق بالإضافة إلى تطور إدمان اضطراب تعاطي الكحول في وقت لاحق من الحياة".
وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن تعاطي الكحول يتسبب في 4 في المئة من حالات الوفاة على مستوى العالم سنويا، كما يعد إدمان الخمر من العوامل التي تهدد بضياع الكثير من سنوات عمر الإنسان جراء المرض والإعاقة، ويشكل التهديد الأكبر لحياة البشر في الدول ذات الدخل المتوسط التي يعيش فيها نحو نصف سكان العالم.