قال رجل الأعمال الأمريكي الباكستاني الأصل، منصور إعجاز، والذي كان وراء ما بات يعرف بقضية المذكرة السرية، إن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، هو من أَذِن للقوات الأمريكية بالدخول إلى باكستان لاغتيال أسامة بن لادن.
وقال إعجاز، في تصريحات صحافية له اليوم الجمعة من العاصمة البريطانية لندن إن الرئيس الباكستاني كان على علم بالعملية، وإنه أبلغ قائد الجيش الجنرال إشفاق كياني بأنه سمح للقوات الأمريكية بدخول الأراضي الباكستانية ليلة اغتيال بن لادن.
وكان من المفترض أن يقدم إعجاز إفادته في قضية المذكرة السرية بمثوله شخصيا في باكستان غير أنه قام باعطاء إفادته عبر دائرة تلفزيونية بين سفارة باكستان في لندن والمحكمة العليا في إسلام آباد، وبرر ذلك بأنه خشي على حياته بسبب تصريحات وزير الداخلية الباكستاني رحمن ملك، التي فيها قال إنه لا يمكن له أن يضمن أمن وسلامة منصور إعجاز في حال قدومه إلى باكستان.
ويزعم إعجاز أن السفير الباكستاني السابق في واشنطن، حسين حقاني، قد طلب منه أن يقدم مذكرة للقيادة الأمريكية بإيعاز من الرئيس زرداري عقب عملية اغتيال بن لادن. وتطلب المذكرة عوناً أمريكياً تجاه انقلاب عسكري متوقع، وتعهدات باكستانية بالتعاون الكامل مع الولاياتالمتحدة وإعطائها قواعد عسكرية في باكستان، مقابل الوقوف مع الحكومة في وجه المؤسسة العسكرية.
وقال إعجاز أمس الخميس للمحكمة العليا من خلال الدائرة التلفزيونية إن القوات الأمريكية التي دخلت باكستان كانت على اتصال مع برج الملاحة الجوي الباكستاني لحظة دخولها البلاد، وقرأ إعجاز نص الاتصالات التي جرت بين برج الملاحة الجوي والقوات الأمريكية، كما قال إن اتصالات محمومة جرت ليلة الثاني من مايو/أيار 2010 بين القيادات العسكرية والأمنية والسياسية في باكستان لمعرفة ما يجري، وإن سلاح الطيران الباكستاني كان قد أعطى أوامر بإرغام الطائرات الأمريكية على الهبوط في باكستان، غير أن اتصالاً تمَّ بين مسؤوليْن كبيريْن في باكستان ليلة العملية قال أحدهما للآخر فيه: "أنا من أعطيت الأوامر للطائرات بالدخول وتنفيذ العملية، وسأبلغك بالتفاصيل غداً صباحاً"، وعلى إثر هذه المكالمة صدر أمر بوقف ملاحقة المقاتلات الباكستانية للطائرات الأمريكية.
و لا تزال المحكمة العليا تنظر في قضية المذكرة السرية، فيما تتفاعل القضية مع كل تفاصيل جديدة يكشف عنها أطراف المذكرة، وكان الرئيس الباكستاني قد أقال سفير باكستان في واشنطن، حسين حقاني، بضغط من الجيش بسبب المذكرة السرية، حيث تم استدعاؤه إلى باكستان وإقالته من منصبه، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية.
ويعرف عن إعجاز، رجل الأعمال الأمريكي، الباكستاني الأصل، علاقاته القوية في القيادة الأمريكية وكان على الدوم وسيطاً سرياً بين باكستانوالولاياتالمتحدة في الكثير من الملفات الشائكة بينهما.
المثير في تطورات هذه القضية أن قائد سلاح الجو الباكستاني الماريشال، قمر راو، أكد في شهادة له يوم أمس أمام هيئة أبت آباد القضائية، وهي الهيئة التي شكلتها الحكومة للتحقيق في حادثة أبت آباد، بن الرادارات الباكستانية كانت معطلة ليلة الهجوم .
لذا لم تتمكن باكستان من معرفة تسلل الطائرات الأمريكية إلى الأراضي الباكستانية. وتبعت تصريحات قائد سلاح الجو تلك طرفةٌ تناقلها الباكستانيون عبر الرسائل القصيرة، تقول "رادارات الجيش الباكستاني للبيع بقيمة دولار واحد، فهي أطباق لا يمكنها رصد أي خطر لكن يمكن استخدامها لالتقاط أفلام قنوات ستار بلس وأفلام الترفيه الهندية.