اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الاثنين 28 يناير 2018، بالتحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة، وتساءلت صحيفة "ليبرتي" عما إذا كان الجزائريون سيشهدون إعادة لسيناريو سنة 2014، مشيرة إلى أن التحضير جار على قدم وساق، بحسب المؤيدين المتحمسين للولاية الرئاسية الخامسة للرئيس بوتفليقة. كما تساءلت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان "انتخابات رئاسية فلكلورية" عما إذا كان ينبغي إعطاء مصداقية لهذا الاحتمال "الذي يأتي بالخصوص من الأحزاب التي ليس لديها موقف سوى ذلك الذي ي همس به إليها والذي يمكن أن يتطور وفقا ما ي ملى عليها من فوق".
وأضاف كاتب الافتتاحية أنه "في المقابل، وفي ظل الغموض السائد، فإن أحزاب المعارضة مازالت تحتفظ بالقليل من الأمل، معتقدة أنه على الرغم من تجارب التلاعب والتسميم التي جعلتها تقوم بأدوار الكومبارس، سيكون هناك تنافس حر ونزيه". وأشار إلى أن الأمر يتعلق باحتمال ضعيف.
وقالت الصحيفة إن جبهة التحرير الوطني أعدت بالفعل جوقتها، ولا تنتظر سوى إعطاء إشارة العزف مع مسارعة الأحزاب الإسلامية إلى الانضمام ولو بدون آلات موسيقية، إلى عزف السمفونية، مشيرة إلى أن العرض سيكون كبيرا من أجل الإعلان الرسمي عن ترشح بوتفليقة.
وتطرقت صحيفة "الوطن" من جهتها، إلى اجتماع اللجنة المركزية لحزب "طلائع الحريات"، المعارض، مشيرة إلى أنه حتى ولو أعلن زعيم الحزب، علي بن فليس، نيته المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن الحزب يحتفظ بإمكانية الحسم في المسألة خلال اجتماع اللجنة المركزية المزمع عقده قريبا.
وأشارت الصحيفة إلى بيان اللجنة التي اجتمعت أمس في الجزائر العاصمة، والذي أفاد بأن "الأمانة الوطنية ستقوم بإعداد وثيقة حول الوضع السياسي الاقتصادي والاجتماعي بشأن رهانات الانتخابات المقبلة".
وتحت عنوان "الانتخابات الرئاسية 2019: حزب العمال متردد وجبهة القوى الاشتراكية ي قاطع، وحركة مجتمع السلم منخرطة"، كتبت صحيفة "لو كوتيديان دو وهران" أنه إلى غاية 24 يناير، تم إيداع 94 طلب ترشيح للانتخابات الرئاسية المتوقعة في 18 أبريل.
وأضافت أن 12 من هذه الطلبات قدمها رؤساء أحزاب سياسية مقابل 82 قدمت من طرف مواطنين، وذلك استنادا إلى ما أفاد به بيان صادر عن وزارة الداخلية.
وأشارت الصحيفة إلى موقف حزب العمال الذي تتزعمه لويزة حنون والذي "قد لا يشارك في هذه الانتخابات الرئاسية" على اعتبار أنها "لن تحل المشاكل التي تعاني منها البلاد، بل ستزيد من حدتها وتعجل بعمليات شديدة الخطورة، ليس فقط بسبب غياب الشفافية ولكن أيضا بسبب الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي تتخبط فيه البلاد والمطبوع ب"الح كرة" بالإضافة إلى الوضع الدولي الضار".
وذكرت صحف أخرى أنه يبدو أن كبار القادة قد حسموا مسألة الولاية الخامسة لعبد العزيز بوتفليقة، وأن الآلة الانتخابية التي وضعت قبل عدة أشهر، لدعم الخيار الأخير الذي اختاره النظام، قد بدأت تعمل بالفعل.
وأضافت أن الأحزاب والمنظمات التي تدور في فلك النظام، والتي كانت قد تخلت في قاموسها عن عبارة العهدة الخامسة، وفضلت تعبيرا حذرا هو "الاستمرارية"، عادت مرة أخرى إلى العبارة الأصلية، مشيرة إلى أن التجمع الوطني الديمقراطي بزعامة الوزير الأول أحمد أويحي، والذي يعقد مجلسه الوطني يوم الخميس المقبل، سينطلق رسميا في حملة لإعادة انتخاب الرئيس الحالي.
وأضافت أن جبهة التحرير الوطني ستنضم إلى العملية قريبا، وأن المركزية النقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الذي اعترف أمينه العام، عبد المجيد سيدي سعيد، في 25 دجنبر بأن عبد العزيز بوتفليقة سيعاد انتخابه، في وقت كانت تحوم فيه الشكوك حول مسألة الولاية الخامسة، لا تنتظر (أي المركزية النقابية) إلا إعطاء إشارة حشد العمال في الميدان.