تحلم ملايين النساء حول العالم بإنجاب توأمين متطابقي الملامح، وتسعى نساء كثيرات بوسائل عدة نحو تحقيق هذا الحلم، إما بالعلاج أو بالتخصيب الصناعي أو عبر الانتظام على تناول أغذية معينة، لكن في معظم الأحيان يولد التوائم في أفريقيا وفي البلدان الآسيوية أقل من دول أخرى، وفي روسيا تبلغ فرصة التوائم أكثر بقليل من واحد بالمئة؛ فعلام تعتمد ولادة التوائم؟ وكيف يمكن أن نميز التوأم المتطابق عن الآخر؟ النظام الغذائي + الجينات = التوائم يعتقد العلماء أن هناك جينات وراثية تؤدي إلى ولادة التوائم، وكما اكتشف علماء الوراثة من المملكة المتحدة؛ فإن حالات الحمل المتعددة، قد ترتبط بجين iGF1 وبصورة أدق «بروتين»، عامل النمو الشبيه بالأنسولين الأول، ويشارك هذا البروتين في تنظيم النمو والتطور والتمييز بين الخلايا والأنسجة في الجسم. حلل الباحثون البيانات حول وزن ما يقرب من ألفين حديثي الولادة — وليس التوائم، واتضح أن أولئك الذين أنجبت أمهاتهم توأمين، وزنهن أكثر، إذا ولد طفل واحد بعد توأمين، كان متوسط وزنه 226 غرامًا بالمقارنة مع الأطفال الآخرين، والذين ولدوا قبل التوأمين — 134 غرام، جميع الأمهات اللاتي حملن توأمين، لديهن مستويات عالية من «آي جي إف 1». يشارك هذا البروتين في نمو الجنين، وبالتالي يؤثر على وزن المولود الجديد، بالإضافة إلى ذلك، يحفز ال«آي جي إف 1» على إنتاج البويضة في النساء؛ مما يساهم في حدوث حمل متعدد.
العامل الوراثي والغذاء والمرأة التي تولد في عائلة فيها توأمان، تزداد فرص حملها بتوأمين إذا اتبعت نظاماً غذائياً محدداً بشكل صحيح، ووفقًا لعمل الطبيب الأمريكي هيري ستاينمان؛ فإن احتمال ولادة النساء اللواتي تخلَّين تمامًا عن منتجات الألبان توأمين، أقل بخمس مرات من اللواتي يأكلن كل شيء، والنباتيات اللواتي يتناولن الحليب. القضية مرة أخرى في عامل نمو تشبه الأنسولين 1، في النباتيين مستواه أقل بكثير، تؤكد هذه الإحصائيات، أن البلدان التي تستهلك عادة الكثير من منتجات الألبان؛ حيث ولادة التوائم فيها عادة ما تكون أكثر.
التوائم المتطابقة تحمل الجينات نفسها التوائم المتطابقة لها نفس مجموعة الجينات، وباستخدام تحليل الحمض النووي العادي، يكاد يكون من المستحيل التمييز بين عيناتها البيولوجية (الدم، اللعاب، الشعر)، هذا يسبب مشاكل عند التحقيق في الجرائم. ويحل علماء الجريمة الأمريكيون هذه المشكلة من خلال تطوير طريقة مبنية على تحليل مثيلة الحمض النووي الوراثي طوال الحياة، تظهر علامات كيميائية صغيرة على الحمض النووي (ما يسمى العوامل اللاجينية)، هذه ليست طفرات؛ فهي لا تغير بنية الجينوم، ولكنها تؤثر على نشاط بعض الجينات في خلايا وأنسجة الجسم، هذه العلامات، تأتي نتيجة عادات جديدة، وتعب وقلق، وتغيير نمط الحياة.
ويعتقد البعض أن أحد التوأمين ينجب، والآخر لا ينجب، وأثبت علماء وخبراء طفولة، أن هذا غير صحيح، وإن حصل فهو أمر نادر ناتج عن مرض ما أصاب أحد الأشقاء التوائم، بدليل إنجاب التوائم جميعاً لأطفال، والأشقاء التوائم الذكور الذين يتزوجون بشقيقات توائم إناث، ينجبون بوقت متقارب جداً أو الوقت نفسه إن تزوجوا بحفل واحد، وبليلة واحدة.
وأسعد الأمهات من رزقها الله بأبناء توائم، بعضهم متطابق الملامح، والبعض الآخر لا يتشابهون شكلاً لكنهم يحملون نفس الجينات الوراثية والحمض النووي أيضاً، كما أكد بعض العلماء، والعديد من مشاهير العالم أنجبوا توائم.