قرر اللواء الجزائري المتقاعد علي غديري، خوض الانتخابات الرئاسية الجزائرية المزمع إجراؤها في 18 أبريل المقبل. وقالت صحيفة صحيفة "الوطن" الجزائرية الناطقة بالفرنسية، إن من شأن ترشح اللواء المتقاعد "المغضوب عليه" من قائد أركان الجيش الجزائري سيثير الكثير من الجدل والتساؤلات.
وكان علي غديري أثار غضب قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح بسبب مقال ثم مقابلة طويلة أجراها اللواء المتقاعد مع صحيفة "الوطن"، والتي دعا فيها صراحة الفريق أحمد قايد صالح إلى تحمل مسؤولياته، وعدم السماح بخرق الدستور، وتأجيل الانتخابات الرئاسية.
ورغم أن اللواء غديري أثنى كثيرا على الفريق واعتبر أنه الوحيد القادر على إنقاذ البلاد من الوضع الذي تعيشه، إلا أن قائد أركان الجيش الجزائري رد عليه بعنف رداً شخصيا في أحد جولاته التفقدية لمؤسسة عسكرية، و قبلها عبر بيان غير مسبوق من حيث لغته العنيفة، التي تضمنت تهديدا ووعيدا له، ثم عبر افتتاحية عنيفة كذلك من مجلة "الجيش" كان عنوانها "القافلة تمر...".
ويبدو أن غديري يطرح نفسه مشرحا "موثوقا" كأحد قادة الجيش السابقين وبديلا من داخل النظام بدلا من خيار الولاية الخامسة للرئيس المريض عبد العزيز بوتفليقة. ويعول غديري على قلب معادلة تعيين الرؤساء في الجزائر، التي يعتبر الجيش تقليديا الرقم الأكبر فيها. لكن غديري سيصطدم حتما بقائد أركان الجيش، الذي أظهر كم من مرة وفاءه للرئيس بوتفليقة، الذي عينه قائدا لأركان الجيش، ورفض طلبا من قائد أركان الجيش السابق الجنرال الراحل محمد العماري بإحالته على التقاعد عندما كان قائدا للقوات البرية. وقد أقال بعدها بوتفليقة العماري من قيادة أركان الجيش، وعين أحمد قايد صالح مكانه. وكان الجنرال الراحل محمد العماري تحالف مع مدير مكتب بوتفليقة ورئيس وزرائه السابق علي بن فليس في محاولة للإطاحة به في الانتخابات الرئاسية في 2004.
وإذا سقط سيناريو استمرار بوتفليقة، الذي جاء للحكم في الجزائر ليموت رئيسا، والذ يعتقد أنه كان الأجدر بخلافة الرئيس هواري بومدين بعد رحيله في 1978، فإن القرارالنهائي سيكون في يد قائد أركان الجيش أحمد قايد صالح بشكل خاص، والذي نقلت عنه صحيفة “الوطن” نفسها التي هاجمته كم من مرة قوله يوما: لما لا أكون رئيسا؟!