تطرقت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الثلاثاء، إلى احتمال تأجيل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أبريل 2019 والمبادرات التي قدمها قادة سياسيون في هذا الاتجاه. وكتبت صحيفة "ليبرتي" في هذا الشأن أن التحالف الرئاسي، الذي يتكون من أربعة أحزاب تولت زمام الأمور في البلاد بدون برنامج، منذ عقدين من الزمن، يفقد قوته تحت عبء تناقضاته و يبدو أنه يحاول كسب الوقت لإيجاد مخرج.
ولاحظت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان "البقاء وحده هو الذي يهم"، أنه "تم الانتقال بقدرة قادر، من الحديث المتكرر عن ولاية خامسة، إلى القبول، وبدون شروط تقريبا، لكل "المبادرات الرامية إلى تحقيق إصلاحات سياسية"، مرورا بمفهوم الاستمرارية الذي ما لبث أن زال، والذي طبعه الغموض والافتقار إلى مضمون، لينتهي الأمر إلى مأزق يحاول التحالف جاهدا تضمينه في مشروع طويل "مفيد للبلاد".
وأضافت الصحيفة أن الفوضى الناجمة عن التصدع في التحالف، الذي يوجد تحت ضغط الوقت، أثارت فضلا عن ردود فعل عديمة الجدوى من قبل شركائه، من خلال الحديث عن مبادرة عمار غول، التساؤل المشروع عن أهدافه. وذلك بالإضافة إلى تحول هؤلاء الشركاء أنفسهم، في ظرف يومين، من خلال الظهور بمظهر من يهدف إلى انخراط أوسع ضمن هذا المسعى".
وذكرت صحيفة "ألجيري باتريوتيك"، من جانبها، أن رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري ضاعف في الأيام الأخيرة من خرجاته في وسائل الإعلام بهدف إضفاء المصداقية على فكرة قائلة إن اقتراحه بتأجيل الانتخابات الرئاسية لأبريل 2019 تحظى بتوافق واسع، بما في ذلك داخل دوائر النظام.
فتحت عنوان "لماذا لن يتم تأجيل الانتخابات الرئاسية لعام 2019"، كتبت الصحيفة أنه لا أحزاب المعارضة، ولا أحزاب التحالف الرئاسي، لم تدعم حتى الآن، هذا الاقتراح الغريب الذي لا يبرره أي شيء.
وأشارت الصحيفة إلى أن حركة مجتمع السلم قد تواجه رفضا قاطعا من قبل أحزاب التحالف الحكومي، مضيفة أن الذين يعرفون جيدا التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يقوده الوزير الأول أحمد أويحي، يعرفون أيضا أنه يعارض أي فكرة لتأجيل الاستحقاقات الانتخابية والشروع في فترات انتقالية. وبالنسبة للتجمع الوطني الديمقراطي، فإن الانخراط في فترة انتقالية سوف يمنح الفرصة للإسلاميين والاعتراف بفكرة أن الدولة تعرف فراغا في السلطة، بحسب الصحيفة.
وسجلت صحيفة "الوطن" من جهتها، أنه قبل شهر من دعوة الهيئة الناخبة في أفق الانتخابات الرئاسية لأبريل 2019، يتابع الرأي العام الجزائري عملية تهدف إلى تأجيل الموعد الانتخابي.
ولاحظت الصحيفة أنه تم في غضون أسابيع قليلة، الانتقال من فكرة العهدة الرئاسية الخامسة للرئيس إلى فكرة تمديد الولاية الحالية للدخول في فترة انتقالية.
وسجلت الصحيفة أنه تم بالفعل إطلاق مبادرات في هذا الاتجاه، وتسجيل نداءين خلال الأسبوع الماضي من قبل زعيمين سياسيين اثنين: أحدهما يوجد في المعارضة منذ عام 2012 والآخر انضم إلى التحالف الحكومي قبل بضعة أشهر.
وقالت الصحيفة أنه تم تفسير اقتراح عقد مؤتمر للتوصل إلى "إجماع وطني لمواجهة الوضع الصعب الذي تمر به البلاد"، باعتباره وسيلة لإعطاء معنى لاقتراح عبد الرزاق مقري وإعداد الرأي العام إلى الإعلان الرسمي عن تأجيل الانتخابات الرئاسية.