أكد "مركز الأبحاث حول العولمة" المتواجد في مكسيكو أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء، يؤكد الإرادة الراسخة للمغرب لإعادة إطلاق الاندماج المغاربي، ويظهر مرة أخرى أن "الانسداد" لم يكن أبدا سياسة مغربية. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال رئيس هذه المؤسسة محمد بادين اليطيوي إن جلالة الملك أكد مجددا استعداد المغرب للحوار المباشر والصريح مع الجزائر مع التشديد على الروابط الأخوية بين الشعبين، والدعم المغربي للمقاومة الجزائرية في الخمسينات من القرن الماضي، وإلارادة الثابتة للمملكة للعمل من أجل تحقيق الاندماج المغاربي.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمريكتين في مكسيكو، أن جلالة الملك أظهر مرة أخرى رؤيته الشاملة للقضايا الإقليمية من خلال التطرق الى قضيتي الهجرة والإرهاب بالإضافة إلى الاندماج المغاربي، علما أن التعاون والتنسيق ضروريان أكثر من أي وقت مضى في عالم مضطرب يواجه رهانات معقدة.
وأكد رئيس مؤسسة "نجماروك"، أن اقتراح جلالة الملك إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور، "يثبت إرادة جلالته في الاضطلاع بدور قيادي والانخراط بشكل شخصي مع وضع الجارة الجزائر أمام مسؤولياتها".
وأبرز الاكاديمي أن جلالة الملك أظهر في خطابه السامي إمكانية تجاوز حالة الانقسام والخلاف التي تستشري حاليا في الفضاء المغاربي، مشيرا إلى أن هذا الخطاب "القوي والواضح"، هو امتداد للسياسة الافريقية لجلالة الملك التي تتميز بالابتكار وقوة المقترحات.
وكان جلالة الملك قد قال في خطابه الموجه الى الامة " وبكل وضوح ومسؤولية، أؤكد اليوم أن المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين".
وأكد جلالته على أن هذا الواقع "لا يتماشى مع الطموح الذي كان يحفز جيل التحرير والاستقلال إلى تحقيق الوحدة المغاربية، والذي جسده، آنذاك، مؤتمر طنجة سنة 1958، الذي نحتفل بذكراه الستين".
وأبرز جلالة الملك أن موقف المملكة المساند للثورة الجزائرية "ساهم في توطيد العلاقات بين العرش المغربي والمقاومة الجزائرية، وأسس للوعي والعمل السياسي المغاربي المشترك".