أسفرت عملية التفجير الانتحاري التي وقعت ظهر أمس الاثنين بشارع الحبيب بورقيبة، وسط تونس العاصمة، عن إصابة 15 أمنيا و5 مدنيين، من بينهم طفلان، وفق آخر حصيلة محينة. وأفاد المتحدث باسم الإدارة العامة للأمن الوطني التونسي، العقيد وليد حكيمة، أن أغلب المصابين غادروا المستشفيات التي نقلوا إليها بعد تلقيهم الإسعافات اللازمة وأن إصاباتهم ي مكن وصفها بالبسيطة، مضيفا أن حالة 3 مصابين فقط استدعت بقاءهم في المستشفى وأن حالتهم مستقرة.
وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى إصابة تسعة أشخاص من بينهم ثمانية من رجال الأمن التونسي وفق ما أفاد به الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية سفيان الزعق.
وأوضح وليد حكيمة أن ردة فعل قوات الأمن التونسية كانت حينية عقب التفجير الانتحاري ولم تتجاوز بضع ثوان من حصوله حيث تولت قوات الأمن عزل مسرح الجريمة وإبعاد المواطنين لحمايتهم وفسح المجال للفرق المختصة للقيام بعملها. ووصف عملية التفجير الإرهابي بالعملية "البدائية والفاشلة".
وكانت امرأة تبلغ من العمر 30 سنة، قامت بتفجير نفسها ظهر أمس بالقرب من دورية أمنية بشارع الحبيب بورقيبة. وأكدت وزارة الداخلية التونسية أن منفذة العملية لقيت حتفها في عين المكان، وأنها "غير معروفة لدى المصالح الأمنية بالتطرف".
وأفاد المتحدث باسم المحكمة الابتدائية والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب في تونس، سفيان السليطي، من جهته بأن النيابة العامة عهدت للوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب بالبحث في عملية التفجير الانتحاري وسط العاصمة.
وفي أول رد فعل له على التفجير الانتحاري دعا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي السياسيين والمسؤولين في تونس الى استخلاص العبرة من الفاجعة التي وقعت بعد ظهر اليوم بشارع الحبيب بورقيبة الذي وصفه ب"الشارع الرمز"، وإلى الانتباه إلى أن البلاد "ما تزال في مواجهة الإرهاب بعد أن كنا نعتقد أننا قضينا عليه داخل المدن وأنه ما زال فقط في المناطق الحدودية الجبلية".
وانتقد الرئيس التونسي في تصريح إعلامي من العاصمة الألمانية برلين، السياسيين والمسؤولين الذين قال "إنهم منشغلون بالتهافت على الكراسي عوض الاهتمام بحل مشاكل البلاد"، بما جعل المناخ السياسي "سيئا"، مؤكدا أن هذه الحادثة الأليمة "جاءت لتذكرنا بأن تونس لها مشاكل أهم من السباق على الكراسي".
واعتبر الرئيس التونسي أن هذه الحادثة موجهة للسلطة ولهيبة الدولة، وهو ما يستدعي السعي الى فهم أسبابها ومسبباتها.
وقال رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد من جهته، إن العملية الإرهابية التي وقعت الإثنين "فاشلة"، مؤكدا أن الحرب على الإرهاب تبقى قائمة بتونس.
وأضاف الشاهد الذي قام بزيارة إلى المستشفى العسكري لعيادة المصابين أن أغلب الإصابات الناتجة عن هذه العملية الارهابية، خفيفة ما عدا حالتين تجاوزتا حالة الخطر، مؤكدا أن الحكومة لن يهدأ لها بال حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة. واعتبر أن هذه الحرب هي مسؤولية جميع التونسيين.
ويعد هذا الهجوم الانتحاري الأول الذي يهز تونس العاصمة منذ 24 نونبر 2015 عندما استهدف هجوم حافلة للحرس الرئاسي بوسط العاصمة، خلف مقتل 13 عنصر أمن وإصابة آخرين.
وقرر الرئيس التونسي على إثر ذلك الهجوم الإعلان عن حالة الطوارئ في كامل تراب البلاد لمدة شهر. وتم تمديد حالة الطوارئ منذ ذلك الحين، في عدة مرات. ويعود آخر تمديد لحالة الطوارئ إلى مطلع الشهر الجاري، لمدة شهر إلى غاية 6 نونبر القادم.