وجهت المديرية العامة لمراقبة التراب ضربة قوية لشبكات الهجرة السرية، ووجهت صفعة قوية لهذه العصابات في معاقلها الرئيسية، حيث وفرت معلومات دقيقة مكنت الفرقة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن طنجة، من توقيف أربعة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية متخصصة في الهجرة غير الشرعية. وجاء توقيف المتهمين الأربعة بعد عملية رصد كبيرة قامت مصالح الديستي، وتعتبر هذه العملية صيدا ثمينا سواء تعلق الأمر بالعناصر الموقوفة أو تعلق الأمر بتوقيت العملية الدقيق. فعناصر الشبكة من الخطورة بمكان، حيث يعتبرون من أباطرة الهجرة السرية واثنين منهم مبحوث عنهم بموجب مذكرات متعددة من قبل الدرك الملكي بتهمة تنظيم الهجرة السرية.
وتميزت العملية بأنها جاءت في توقيت دقيق يتميز بنشاط حثيث ومشبوه لشبكات الهجرة السرية، خصوصا مع دخول الفانتوم هذا الميدان، وبذلك تكون الديستي قد قطعت أحد أهم رؤوس أفاعي الهجرة غير المشروعة إلى أوروبا.
وتتميز عمليات المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالدقة والدراسة الحثيثة للمعلومات التي تتوفر لديها، لأن الشبكة الموقوفة لم تكن سهلة الرصد، فمع وجود عشرات مذكرات البحث في حق عناصرها تمكنوا من مراوغة الكثير من نقط المراقبة، إلى أن سقطوا في شباك الديستي التي لا تخطيء الصيد مهما كان.
وكانت شواطئ المغرب وخصوصا الشمالية هذه الأسابيع محط استهداف من قبل شبكات الهجرة غير الشرعية، باستعمال كافة الأساليب اضطرت معها الوحدات القتالية للبحرية الملكية إلى إطلاق النار مرتين في ظرف وجيز من أجل توقيف زوارق شبحية يتم استعمالها في تهريب المخدرات والبشر، بما يعني أن هذه العصابات أصيبت بالسعار، وبالتالي تكون العملية التي مهدت لها معلومات الديستي معقدة وكبرى لأنها تضرب في عمق هذه الشبكات.
خلاصة القول إن ما قامت به الديستي يعبر عن اقتحام قوي لعالم يعتمد في كل مراحله السرية التامة. فشبكات الهجرة غير الشرعية تتبنى سرية العلاقات بدءا من استقطاب المرشحين وانتهاء بشحنهم في قوارب الموت، بما يفيد أن ما قامت به المديرية المذكورة يدخل في إطار محاربة شبكات تمارس القتل في حق أبناء المغرب حيث ترميهم في عرض البحر.