أكد عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن المغرب لا يدخر أي جهد لتقاسم تجربته في مجال مكافحة الإرهاب مع الدول الشريكة سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي. وأبرز الخيام في مقابلة خص بها وكالة المغرب العربي للأنباء، أن العديد من الدول الإفريقية والأوروبية والآسيوية، وأستراليا مؤخرا، أعربت عن رغبتها في الاستفادة من التجربة المغربية في هذا المجال، وهي التجربة التي تتمحور حول مقاربة متعددة الأبعاد تشمل الجوانب الأمنية والتربوية ومكافحة الهشاشة ومكافحة الايديولوجيا المتطرفة من خلال نشر قيم الإسلام المعتدل.
وأضاف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أنه تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أرسى المغرب مقاربة متعددة الأبعاد وناجعة في مجال مكافحة آفة الإرهاب وأصبح اليوم نموذجا للدول الأخرى.
وفي ظل هذا الزخم المتعلق بالتعاون، أعرب الخيام عن الأسف لتعنت الجزائر واستمرارها في رفض التعاون مع جيرانها، على الخصوص المغرب، من أجل مكافحة أمثل لهذه الظاهرة التي تعاني منها منطقة شمال إفريقيا.
وأبرز الخيام أنه لأسباب سياسية، معروفة من قبل الجميع ولا علاقة لها بالمخاوف الأمنية، ترفض الجزائر دائما إرساء آلية للتعاون الإقليمي لمواجهة ظاهرة عابرة للدول، مشيرا إلى أن "التهديد الإرهابي يتفاقم بمنطقة الساحل والصحراء الكبرى، حيث أصبح مصدر قلق بالنسبة لدول المنطقة".
وحذر مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية من "انتشار عدد من المجموعات المتطرفة بالمنطقة وسعيها جاهدة لنشر ايديولوجيتها الهدامة. وأمام هذا الوضع، ترفض الجزائر الدعوات من أجل التعاون، والأسوأ من ذلك، تحتضن فوق أراضيها بؤرة للتوتر. يتعلق الأمر بتندوف حيث يتم احتجاز عدد من المغاربة من قبل عصابة من الانفصاليين. هذا الأمر يشكل خطرا على المواطنين الجزائريين كما المغاربة".
وذكر أن "الانفصاليين نسجوا علاقات مع منظمات مصنفة متطرفة. وهذا خطر حقيقي تم تسليط الضوء عليه حتى داخل الكونغرس الأمريكي. إن الجزائريين مدعوون لسماع صوت العقل والتعاون مع جيرانهم الأقربين، المغرب وتونس".
وأوضح الخيام أنه "بسبب وضع عدم الاستقرار السائد بليبيا، يعزز تنظيم "داعش" الإرهابي تموقعه بهذا البلد، على الخصوص بعد تضييق الخناق (عليه) بالساحة السورية العراقية"، مستخلصا أن المكافحة الفعالة لظاهرة الإرهاب بمنطقة شمال إفريقيا تظل رهينة بإرساء تعاون بين مختلف الدول.