تنظر البشرية على مر التاريخ إلى العلماء على أنهم أكثر سكان الأرض ذكاء، وقديماً كان ينظر إليهم على أنهم الأكثر جنوناً، فلم يكن من السهل تقبل أي من الاكتشافات العلمية التي غيرت العالم. ولكن الواقع أن الذكاء لا يمنع الشخص من القيام بأفعال لا يقبلها العقل البشري، وأنه في بعض الأحيان تصدق النظرة القديمة ويصدق الجنون، فسجل التاريخ حافل بعلماء أقل ما يقال عنهم إنهم غريبي الأطوار، وكان أشهرهم عالم العصر الفيكتوري الشهير “وليام باكلاند” الذي أكل كل أنواع ال”حيوانات” على الأرض تقريباً.
“وليام باكلاند” كان “وليام” عالم جيولوجي من العصر الفيكتوري، تلقى تعليمه في جامعة أكسفورد، وأصبح وزيرا ومحاضرا هناك، وفي عام 1845 تولى منصب عميد وستمنستر، ويتذكره التاريخ كونه أول عالم يصف وصفا كاملا للديناصور المتحجر الذي أطلق عليه اسم “الميغالوسورس”.
وكان يحتفظ “وليام” بمجموعة من الحيوانات غير الأليفة مثل “الثعابين والنسور والقرود” لدراستهم، حيث كان جزءًا من جمعية بريطانية كانت معنية بجلب أنواع جديدة من الحيوانات من جميع البلاد لمعرفة ما إذا كان يمكن أن تشكل إضافات جديدة على النظام البيئي البريطاني، وهو ما توافق مع ما يؤمن به “وليام” بأن “المعدة البشرية” هي من تتحكم في العالم.
أكل “وليام” جميع أنواع الحيوانات الموجودة على الأرض تقريباً، ويقال إن أحد الوجبات المفضلة لديه هي “الفئران على الخبز المحمص”، كما أنه أكل القنافذ، والنمور، والنعام المشوي، وحتى الجراوي.
وتعد أكثر القصص سيئة السمعة حول عادات تناول “وليام” للأشياء الغريبة، حينما قام بزيارة إلى منزل اللورد “هاركورت”، والذي كان يمتلك شاشة كريستالية تحمل مدلاة فضية تحتوي على قطعة من القلب المحنط للملك “لويس السادس عشر” كقطعة أثرية، فقام “وليام” بتناولها!
ستابين فيرث كان “فيرث” باحثًا في جامعة بنسلفانيا، وأصبح مهووسا بفكرة إثبات أن الحمى الصفراء أو “الملاريا” ليست معدية لدرجة أنه ذهب إلى أقصى الحدود يحاول أن يثبت ذلك.
قطع “فيرث” أولا ذراعيه وأدخل عينات من المرضى، ثم قام بسكب قيء أحد المرضى على عينه وتناولها، وفي تجربة أكثر جنوناً غطى نفسه بالدم والبول ولعاب المرضى المصابين ولم يمرض؛ ولكن بالرغم من كل تلك التجارب غير الواقعية فإن هذا العالم كان مخطئاً وأغلب التقديرات الحالية بأن كافة العينات التي حصل عليها كانت في مرحلة متأخرة من المرض تجاوزت مرحلة العدوى.
سيرجي بروخونينكو كان عالم سوفييتي يشارك في تجارب جراحة القلب المفتوح، وفي عشرينيات القرن الماضي عرف بتجاربه المزعجة على الحيوانات، وأشهرها تجربة عرفت باسم “رأس الكلب المقطوع”، حيث قطع رأس أحد الكلاب بعدما توصل إلى صناعة آلات صناعية بدائية متشابهة في عملها مع جهازي القلب والرئة، ليصل بهم دماغ الحيوان، وبالفعل استطاع الحفاظ على رأس الكلب حية قرابة الثلاث ساعات بعد فصلها عن جسده.
وفي عام 1928، عرض تجربته في مؤتمر علمي عام، فعرض رأس كلب مفصولة عن الجسد ومتصلة بآلاته البدائية التي تمد الرأس بالدماء والهواء، وبقيت الرأس على قيد الحياة لمدة 3 ساعات أيضاً.
باراسيلسوس كان “باراسيلسوس” عالم في عصر النهضة وحصل على الدكتوراه في الطب من جامعة فيرارا في أوائل القرن السادس عشر، وينظر له اليوم على أنه “أب علم السموم” الحديث؛ ولكن كان أيضا كطبيب ممارس وعالم نباتات له تجارب استثنائية غريبة، وأفكار أغرب بكثير.
كان “باراسيلسوس” مقتنعا بأنه يمكن أن يصنع “هومونكولاس حي” أو رجل صغير، عن طريق الحفاظ على السائل المنوي لإنسان كامل في مكان دافئ وتزويده بالدماء الإنسانية، حتى أنه أعلن عن استعداده لإجراء التجربة على أي شخص قد يرغب في التجربة.
كما كان يعتقد بشدة أن هذه الطريقة هي سبب نشأة “حوريات الخشب” و”العمالقة”.