قال المحلل السياسي محمد بودن، إن الخطاب، الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لعيد العرش المجيد، وضع مصلحة المواطن في مقدمة الأولويات. وأوضح محمد بودن، رئيس مركز "أطلس" لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن خطاب جلالة الملك كان "عمليا" وانطلق من حقائق واقعية وقدم بدائل وحلول لعدد من الملفات.
وأشار، في هذا السياق، إلى أن الخطاب الملكي كان خطابا "استراتيجيا" حدد إجراءات عملية للذهاب رأسا نحو تحقيق الأولويات التنموية وبناء نموذج اللاتمركز، معتبرا أن الملفين الاقتصادي والاجتماعي شكلا العمود الأساسي لهذا الخطاب، باعتبارهما ركنين بالغي الأهمية في النموذج التنموي الجديد.
وأضاف المحلل السياسي أن جلالته أكد أيضا على أهمية دور المقاولة، التي ستمكن المغرب من توفير فرص الشغل خاصة لفئات مكونة وشباب حاصلين على شواهد عليا ودبلومات متخصصة.
أما على المستوى الاجتماعي، فأكد خطاب العرش، حسب محمد بودن، أن التعليم والصحة والتشغيل ملفات تشكل قاطرة للتنمية البشرية، ولذلك دعا صاحب الجلالة إلى دعم برنامج "تيسير" ومحاربة الهدر المدرسي، وكذا إعادة النظر في نظام التغطية الصحية "راميد" بشكل يسهل على المستحقين الولوج إلى إليه.
ولفت بودن إلى أن خطاب العرش تضمن بدائل ومبادرات استعجالية من أبرزها دعم التمدرس، وتعزيز مكاسب المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتقويم اختلالات المنظومة الصحية، والإسراع بإنجاح الحوار الاجتماعي الذي أكد جلالته على ضرورته وأهميته.
وخلص رئيس مركز "أطلس" لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية إلى أن الخطاب الملكي " تضمن رسائل واضحة للتغلب على بعض العناصر التي تشوش على مسلسل التنمية ".