استفاد يوفنتوس على أكمل وجه من الهدية التي قدمها له ميلان بتعادله مع ضيفه نابولي صفر-صفر، إذ ابتعد في الصدارة عن الأخير بفارق 6 نقاط بفوزه على ضيفه سمبدوريا 3-صفر الأحد في المرحلة 32 من الدوري الإيطالي، بفضل جهود البرازيلي دوغلاس كوستا الذي كان خلف الأهداف الثلاثة. ويأتي تعثر نابولي أمام ميلان في مرحلة مصيرية من الموسم، إذ أن فريق المدرب ماوريتسيو ساري مدعو لمواجهة يوفنتوس على ملعب الأخير الاحد المقبل، بعد أن يستضيف اودينيزي الأربعاء في المرحلة الثالثة والثلاثين.
ويدرك نابولي أهمية التعثر في هذه المرحلة من الموسم وتأثيره على مسعاه بإحراز اللقب للمرة الأولى منذ 1990، وبدا ذلك جليا بقول لاعب وسطه جورجينيو "آسف لهذا التعادل، حصلنا على فرصنا ولم نستغلها للتسجيل، لكن لننظر الى الأمام لأنه ما زالت هناك مباريات أخرى".
وعاد يوفنتوس للتركيز على المعركة المحلية بعد خروجه المؤلم الأربعاء من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني حامل اللقب.
وأراح مدرب يوفنتوس ماسيميليانو اليغري العديد من لاعبيه الأساسيين على رأسهم الأرجنتيني غونزالو هيغواين ودوغلاس كوستا، مانحا الفرصة للاعبين مثل المدافعين دانييلي روغاني والألماني بينيديكت هوفيديس الذي شارك أساسيا بعد تعافيه من اصابات متعددة عكرت فترة اعارته الصيف الماضي من شالكه، وسجل هدف المباراة الثاني.
وضغط يوفنتوس منذ البداية لكن دون أي تهديد حقيقي لمرمى سمبدوريا حتى الدقيقة 35 عندما سدد الألماني سامي خضيرة كرة بعيدة صدها الحارس دون عناء.
وفي ظل تواضع الأداء، أجرى أليغري تبديله الأول قبل الدخول الى استراحة الشوطين بادخال دوغلاس كوستا على حساب البوسني ميراليم بيانيتش الذي تعرض لاصابة بحسب ما كشف مدربه بعد اللقاء، مشيرا الى أنه كان يعتزم "اشراك دوغلاس كوستا لكن ليس في هذا الوقت المبكر"، متحدثا عن اللعب "بتركيز وهدوء وذكاء... ليس من السهل الفوز بهذه الطريقة بعد تجربة مستنزفة في دوري الابطال".
ومن أول لمسة له للكرة، صنع كوستا هدف التقدم عندما لعب تمريرة عرضية متقنة للكرواتي ماريو ماندزوكيتش الذي تلقفها مباشرة بشكل رائع وحولها في الشباك (45)، مسجلا هدفه الثالث في 5 ايام بعد أن كان صاحب هدفين في الاياب ضد ريال مدريد (3-1).
وبقيت النتيجة على حالها حتى الدقيقة 60 عندما لعب كوستا كرة عرضية متقنة الى داخل المنطقة، فانقض عليها هوفيديس وحولها برأسه في الشباك، مسجلا هدفه الأول بقميص "بيانكونيري" الذي أضاف هدفا ثالثا عبر خضيرة في الدقيقة 75 بعد تمريرة أخرى من كوستا.
وهي المرة الأولى التي يسجل لاعبان المانيان ليوفنتوس في مباراة دوري منذ 1993 حين حقق ذلك يورغن كولر واندرياس مولر.
وبعد اللقاء، غرد هوفيديس "إنه لشعور رائع أن أسجل عودتي بهدف بعد غياب حوالي خمسة أشهر دون اللعب! وما يجعل الشعور أفضل هو أن الأمر حصل في مباراة مهمة من هذا النوع. تقدمنا خطوة اضافية (نحو اللقب)! الى الأمام يوفي".
ومن جهته غرد خضيرة "فوز رائع على أرضنا ما يقربنا خطوة اضافية من لقب الدوري! سعيد بالتسجيل مجددا"، متوجها الى هوفيديس بالقول "تهانينا على هدفك الأول مع يوفنتوس"، وهو نفس ما كتبه ايضا المهاجم الأرجنتيني باولو ديبالا الذي هنأ هوفيديس على الهدف.
وعلى ملعب "سان سيرو"، لم تنته المواجهة المرتقبة بين ميلان المتجدد بقيادة مدربه الجديد لاعب وسطه السابق جينارو غاتوزو، ونابولي الباحث عن لقبه الأول منذ 1990، لمصلحة أي من الفريقين لأن صاحب الأرض كان يبحث ايضا عن النقاط الثلاث وتحقيق فوزه الأول على ضيفه الجنوبي في مواجهاتهما السبع الأخيرة.
لكن فريق غاتوزو اكتفى بالتعادل للمرحلة الثالثة تواليا منذ خسارته أمام يوفنتوس (1-3) الذي وضع حدا لمسلسل انتصارات غريمه اللومباردي عند 5 مباريات متتالية وألحق به الهزيمة الأولى في 11 مباراة.
وخسر ميلان نقطتين في صراع العودة الى مسابقة دوري الأبطال المتوج بلقبها سبع مرات، إذ يتخلف حاليا بفارق 8 نقاط عن روما ولاتسيو الثالث والرابع تواليا.
وكانت المباراة تاريخية لحارس ميلان جانلويجي دوناروما، إذ أصبح في سن 19 عاما و49 يوما، أصغر لاعب في تاريخ الدوري يخوض 100 مباراة، متفوقا على جاني ريفيرا (19 عاما و5 أشهر و9 أيام)، علما بأن حارس وقائد يوفنتوس جانلويجي بوفون انتظر حتى الحادية والعشرين من عمره لدخول نادي المئة.
وبدأ دوناروما مشواره مع الفريق الأول عام 2015 حين أصبح ثاني أصغر حارس في تاريخ الدوري (16 عاما و242 عاما)، ثم أضاف انجازا آخر بعدما أصبح ايضا أصغر حارس مرمى يلعب مع المنتخب الإيطالي الأول (17 عاما و189 يوما).
وكانت الأنظار موجهة الى دوناروما، المرشح لترك الفريق في نهاية الموسم، منذ صافرة البداية بسبب الضغط الذي فرضه نابولي على مضيفه اللومباردي دون أن يتمكن من الوصول الى الشباك التي كادت أن تهتز في الوقت بدل الضائع عبر البديل البولندي اركاديوس ميليك لكن حارس ميلان الشاب تألق وأنقذ فريقه.
وبقي الوضع على حاله بالنسبة للمركزين الثالث والرابع المؤهلين الى دوري الأبطال، وذلك بانتهاء موقعة العاصمة بالتعادل بين لاتسيو وروما دون اهداف، في لقاء أكمله الأول بعشرة لاعبين بعد طرد الروماني ستيفان رادو في الدقيقة 80.
ورفع كل من قطبي العاصمة رصيده الى 61 نقطة، وبفارق نقطة عن انتر ميلان الخامس الذي تعادل السبت سلبا ايضا مع اتالانتا.