ضلوع الجزائر في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية لا يمكن ان يشكك فيه إلا جاحد، سواء من خلال مسؤوليتها في اختلاقه او دعمها لانفصاليي البوليساريو بالسلاح والعتاد وتمويل اللوبيات المنخرطة في التهليل لأطروحة الانفصال، أو من خلال التحركات الدبلوماسية الجزائرية على اكثر من صعيد للترويج لها.. وتأتي تحركات الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الجزائري، وزيارته للمنطقة العسكرية الثانية بوهران، بموازاة رد فعل المغرب على تحرشات واستفزازات البوليساريو بالمنطقة العازلة، لتكشف أن الجزائر هي المسؤولة وهي الطرف الرئيسي في هذا النزاع وان البوليساريو ليسوا إلا دمية لتنفيذ مخططات النظام الجزائري الهادفة إلى تقويض الوحدة الترابية للمغرب..
كما ان ضلوع الجزائر في هذا النزاع، رغم الخطابات الرسمية وتصريحات مساهل الاخيرة، اتضح بشكل مكشوف على إثر تحطم الطائرة العسكرية الجزائرية مباشرة بعد إقلاعها بالمطار العسكري ببوفاريك، اليوم الاربعاء، في اتجاه تيندوف وبشار، مما تسبب في مصرع 257 عسكريا ضمنهم 26 عنصرا من البوليساريو.
وبعيدا عن منطق التشفي، فإن هذا الحادث المفجع يعتبر دليلا قاطعا على تورط الجزائر في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، إذ ان الطائرة العسكرية المنكوبة "إليوشي"، من صنع روسي، تعتبر طائرة استراتيجية تستعمل بالوقود في الجو ونقل المعدات والعتاد والعسكر، وتوجهها إلى تندوف وبشار في هذه الظرفية بالذات لا يمكن ان يندرج إلا ضمن دعم الجزائر وتحركها لتنفيذ مخططاتها في المنطقة ومساندة المرتزقة في اعمالهم التي تروم تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمنطقة العازلة بالصحراء المغربية..