أوقفت الشرطة الألمانية الأحد الرئيس الكاتالوني السابق كارليس بوتشيمون لدى عبوره الحدود في سيارة من الدنمارك بعد ان توعدت المحكمة الاسبانية العليا بمقاضاة 13 من المسؤولين الانفصاليين بسبب سعيهم لانفصال اقليم كاتالونيا. وقال متحدث باسم الشرطة الألمانية لوكالة فرانس برس إن بوتشيمون "أوقف اليوم الساعة 11,19 صباحا من قبل شرطة الطريق السريع في (مقاطعة) شليزيغ هولشتاين" مضيفا أن التوقيف تم بناء على مذكرة اعتقال أوروبية صادرة بحقه.
وأضاف أن رئيس إقليم كاتالونيا المقال "موقوف حاليا لدى الشرطة".
ولاحقا، اعلنت نيابة شليزيغ الالمانية ان بوتشيمون سيمثل الاثنين امام قاض مكلف تأكيد هويته.
وقالت النيابة في بيان ان "هذا المثول سيهدف فقط الى التحقق من هوية الشخص الموقوف. ستقرر المحكمة الاقليمية في شليزيغ-هولشتاين لاحقا في شان توقيف السيد بوتشيمون تمهيدا لتسليمه" لاسبانيا.
واثار توقيفه تظاهرات في كاتالونيا. وتجمع الاف من انصاره في جادة رامبلاس المعروفة في وسط مدينة برشلونة تلبية لدعوة مجموعة متطرفة.
ورفع المتظاهرون اعلاما انفصالية ولافتات طالبت ب"الحرية للسجناء السياسيين" ثم توجهوا الى مقر بعثة المفوضية الاوروبية هاتفين "اوروبا هذه تشكل عارا".
وجاء اعتقال بوتشيمون بعد يومين من اصدار المحكمة الاسبانية العليا امرا بالقبض على 13 انفصاليا كاتالونيا بتهمة "العصيان" بينهم بوتشيمون والمرشح لخلافته جوردي تورول بسبب دورهما في مساعي الاقليم للانفصال. ويواجه الاثنان في حال ادانتهما حكما بالسجن لمدة 30 عاما .
واصدرت المحكمة الجمعة مذكرة اعتقال بحق بوتشيمون، حاكم كاتالونيا المخلوع. واتهمه القاضي بابلو لارينا بتنظيم استفتاء للاستقلال في تشرين الاول/اكتوبر العام الماضي رغم حظر مدريد للاستفتاء و"التسبب بخطر بالغ ناجم عن اعمال عنف".
وفر بوتشيمون واربعة من نوابه الى بلجيكا عقب اعلانهم استقلال كاتالونيا في تشرين الاول/اكتوبر ما تسبب بادخال الاقليم في ازمة.
وبعد ذلك فرضت السلطات الاسبانية الحكم المباشر على الاقليم وعلقت الحكم الذاتي في المنطقة الغنية خلال الاشهر الخمسة الماضية.
وذكرت الشرطة البريطانية الاحد أن وزيرة كاتالونية سابقة مطلوبة كذلك "تتخذ ترتيبات" لتسليم نفسها للسلطات في اسكتلندا.
وبعد ساعات من اعتقال بوتشيمون في المانيا، قال متحدث باسم الشرطة الاسكتلندية "نستطيع ان نؤكد ان لدينا مذكرة توقيف اوروبية بحق كلارا بونساتي".
واضاف "قمنا ببعض التحريات لتعقبها واتصل بنا محاميها الذي يعد ترتيبات لكي تسلم بونساتي نفسها للشرطة".
ورغم ان الاحزاب الانفصالية فازت في الانتخابات الاقليمية في كاتالونيا التي دعت اليها مدريد في كانون الاول/ديسمبر، الا انها لم تتمكن من تشكيل حكومة لأن العديد من الزعماء في المنفى خارج البلاد او في السجن.
وأعلن بوتشيمون من بلجيكا مطلع اذار/مارس تراجعه عن محاولته العودة الى رئاسة الاقليم رغم انه خاض انتخابات كانون الاول/ديسمبر من الخارج.
من جهته، صرح محاميه البلجيكي بول بيكيرت للتلفزيون الكاتالوني الاحد "اتصل بي هذا الصباح ليقول انه اوقف في المانيا قرب الحدود مع الدنمارك. كان اتيا من فنلندا حيث القى محاضرة امام طلاب. سيمثل امام قاض سيقرر خلال 48 ساعة ما اذا كان سيسجن او سيتم الافراج المشروط عنه".
زار الرئيس الكاتالوني السابق فنلندا منذ الخميس لكنه غادرها قبل تمكن الشرطة الفنلندية من توقيفه.
وخلال التظاهرة في برشلونة، قالت ايلسا ارتادي مساعدة بوتشيمون السابقة والنائبة المنتخبة حديثا ان "الرئيس بوتشيمون كان يدرك الاخطار. لكنه لم يرد في اي وقت ان تؤدي الاخطار الى وقف تحركه السياسي لتدويل النزاع".
وكانت اعلنت في وقت سابق ان بوتشيمون سيرفض تسليمه. وكتبت على تويتر ان "اسبانيا لا تضمن محاكمة نزيهة، فقط (بهدف) الثأر والقمع".
وقد ادى قرار المحكمة العليا هذا الاسبوع بمقاضاة مجموعة الانفصاليين الى ادخال برلمان كاتالونيا في مأزق جديد بعد اعتقال المرشح الرئاسي جوردي تورول بسبب مساعيه الانفصالية.
وهذه ثالث مرة لا يتمكن فيها البرلمان من ترشيح رئيس جديد.
وبعد اجبار بوتشيمون على سحب ترشحه للرئاسة، تم سجن جوردي سانشيز، الزعيم الاخر المنادي بالاستقلال.
وفي حال عدم انتخاب رئيس جديد في 22 مايو، يجب اجراء انتخابات جديدة في كاتالونيا