أكدت العديد من تقارير المنظمات الدولية والمراكز المهتمة بالشؤون الأمنية عبر جميع أنحاء العالم مرارا، تواطؤ “عصابة البوليساريو” مع الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، وخاصة بعدما تبث ان عصابة المرتزقة من مزودي الجهاديين التابعين ل “داعش” في ليبيا والساحل بالأسلحة. وسبق لمركز الاستخبارات والأمن الاستراتيجي الأوروبي، ومقره في بروكسل، أن حذر من تقارب “البوليساريو” مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مؤكدا أن “الاستقلال” الذي تعد به قيادة الانفصاليين أصبح في نظر حتى أتباعه ومؤيديه بمثابة وهم، وكان التقرير قد أشار الى أنه في مواجهة الفراغ الأيديولوجي، فإن الأوضاع الاجتماعية الكارثية في مخيمات تندوف تدفع بجزء من شباب “البوليساريو” الى مغادرة المخيمات للبحث عن نشاط أكثر عنفا، ويتعلق الامر في النهاية، وفقا للمركز، بتركيب اصطناعي شيطاني يجمع بين الذين لديهم برنامج ديني وسياسي متطرف للغاية، وهؤلاء الذين يشعرون بخيبة أمل من جبهة “البوليساريو” والذين يناضلون من أجل دولة انفصالية وهمية لن تر النور أبدا.
وبدوره، حذر المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب (آي سي تي إس) ومقره في الولاياتالمتحدة، من الارتباطات بين الجماعات الإرهابية العاملة في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل وميليشيات “البوليساريو” التي يتم تجنيد أفرادها في مخيمات تندوف، مشيرا الى تزايد وتيرة تواجد تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة التابعة له في المنطقة.
وحسب تقرير صادر عن وكالة استخبارات الأمن العام اليابانية التابعة لوزارة العدل في العاصمة طوكيو، فإن مخيمات تندوف تعتبر من المناطق غير الآمنة بالمنطقة وبالعالم عموما، حيث اكدت الوكالة أنها رصدت العديد من حالات الاختطافات التي تحدث بداخل المخيمات.
وكانت صحيفة (واشنطن تايمز) الأمريكية في عدد سابق قد أكدت بدورها انه ينبغي تطبيق نفس التعامل المخصص للمنظمات الإرهابية على “جبهة البوليساريو” مشيرة إلى ان “البوليساريو لايزال يحتجز عددا من الأشخاص كعبيد ويتعين اعتباره كعدو للحضارة".
وتأتي عملية تفكيك خلية إرهابية، من طرف عناصر المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، لتؤكد جدية التحذيرات المغربية، بعدما تمكن رجال الخيام اول امس من تفكيك خلية إرهابية جديدة، موالية لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والتي تتكون نواتها من ثلاثة أشخاص، تتراوح أعمارهم بين 24 و30 سنة، ينشطون بكل من العيون وسلا ومراكش، بعد مراقبة وتتبع لهذه الخلية عبر مكالماتهم ورسائلهم الخطية.
وجاء الكشف عن أعضاء هذه الخلية التي بايع أعضاؤها الخليفة المزعوم ل "داعش"، بعد كشف أحد هذه العناصر الذي سبق له أن التحق بمخيمات انفصاليي "البوليساريو" في تندوف، انه كان في طور الإعداد للقيام بعمليات إرهابية داخل المملكة تنفيذا لأجندة "داعش"، وعند توقيفه تم حجز مجموعة من المعدات الإلكترونية، بالإضافة إلى "بطاقة تعريف" مسلمة لأحد المشتبه فيهم من طرف "الجمهورية الوهمية" وكذلك بذلة عسكرية لما يسمى ب"البوليساريو"وراية ترمز إلى هذا "الكيان الوهمي"
ويرى المتتبعون ان تغيير نهج جبهة مرتزقة البوليساريو، والتي باتت تتحول يوما بعد يوم إلى منظمة ذات طبيعة إرهابية مائة في مائة، يشكل منعطفا جديدا في الصراع مع هذه الجبهة الانفصالية، تتغذى من درجة الخنق الذي تشعر به بفعل الهزائم والانتكاسات التي توالت عليها، والتي بينت إفلاس إيديولوجيتها الهدامة أمام المنتظم الدولي، وذلك للتعويض على الفشل الذريع في إقناع المجتمع الدولي بمشروع إقامة دولة وهمية، وكذا أمام النجاح الذي تشهده سياسة التنمية التي تنفذها المملكة في الأقاليم الجنوبية، والهادفة الى تطبيق نموذج تنموي فعال يراعي خصوصيات المنطقة، ويستجيب لتطلعات الساكنة.
لقد حان الوقت للمجتمع الدولي لكي يفتح عينيه أمام الخطر الكبير الذي تمثله الأنشطة الإجرامية لجبهة “البوليساريو” التي يتعين إدراجها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، لما يشكله مرتزقة البوليساريو من تهديد حقيقي للسلم والأمن اقليميا ودوليا، بالنظر إلى تورط عناصر هذا الكيان الوهمي، في الأنشطة الإجرامية وضمنها تهريب المخدرات والبشر والأسلحة وكذلك علاقاتها مع المنظمات الإرهابية، ومنها "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" وجماعة "بوكو حرام" وتنظيم "داعش" الإرهابي.