قدمت مجلة "القيم الحالية" الأسبوعية الفرنسية صورة قاتمة عن الجزائر من خلال ملف بعنوان "القنبلة الجزائرية: عندما تنفجر الجزائر". ويضع الملف سيناريوهات كارثية عن الوضع في الجزائر، كما يتنبأ بانتقال الفوضى من الجزائر إلى فرنسا عن طريق موجات الهجرة. الملف الذي يضمّ مجموعة من المقالات، أغلبها جاء بتوقيع الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، لم يتردد في التنبؤ بانفجار البلاد وسقوطها في الفوضى، مثلما حدث تماما في ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي.
ويقول صنصال: "الجزائريون ملوك الحيلة، يعيشون في مدن الصفيح، يأكلون الحجارة، يمتصون الجذور ويستحمون بالرمال".
كما يصف صنصال الجيش الجزائري بأنه "ترسانة شديدة الافراط في التسلح والتدريب، مع رواتب ضخمة"، مضيفا أنّ "الجيش يمثل جزءا صغيرا من الشعب ويسهر على ضمان عهدة خامسة للرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة". وحملت المجلو مسؤولية ما يقع وما قد يترتب على ذلك من وض&ع كارثي بالجزائر، للرئيس بوتفليقة الذي لا يزال طامعا في ولاية خامسة رغم سنه ووضعه الصحي المتدهور، ورغم ما وصلت إليه البلاد خلال فترة حجمه من ترد في الوضع وتأزم في الاقتصاد والسياسة ..
انفجار الجزائر؟ مجلة "القيم الحالية"، القريبة من الأوساط اليمينية المحافظة في فرنسا، لا تكتفي في الملف الذي نشرته عن الجزائر بوصف ما يقع داخل التراب الجزائري، وإنما تتجاوز ذلك إلى وضع الجزائري المهاجر أيضا وبالأخص في فرنسا. فالمجلة تتوقع انفجارا وشيكا في الجزائر، ومع انتشار الفوضى في المنطقة ترى المجلة أنّ وتيرة الهجرة سوف تتسارع، وستشهد فرنسا، التي لم تكن مهيأة موجات هجرة كبيرة قادمة من الجزائر.
وذهبت المجلة إلى حدّ تقديم أرقام حول عدد الجزائريين الذين سيغادرون نحو السواحل الأوربية، والذين سيجدون ملجأ لهم عند أقاربهم في فرنسا، حيث تتوقع المجلة وصول 90.000 مهاجر غير شرعي من الجزائر، وسيصل هؤلاء عبر السواحل الاسبانية في الشهور القليلة المقبلة.
"القيامة الحقيقية" ونهاية العالم في الضواحي؟ وفي توقعها للسقوط الوشيك للجزائر وانفجار ظاهرة الهجرة، قدمت مجلة "القيم الحالية" صورة قاتمة لوضع الضواحي الفرنسية في السنوات المقبلة حيث تشير إلى تسبب آلاف المهاجرين، ومعظمهم من الجزائريين في "أعمال شغب" لم يسبق لفرنسا أن شهدتها.
حشود تغذيها الشعارات السياسية والدينية، الكراهية والعداء لفرنسا التي تخرج من البؤر التي احتضنتها (الضواحي) وتصبّ في الشوارع لتشكل "القيامة الحقيقية" والتي يتسبب فيها آلاف المهاجرين المعزولين في الضواحي والذين ينتظرون لحظة الانتقام من "مستعمر الأمس" حسب توصيف مجلة "القيم الحالية".