محمد بوداري قرر المغرب استدعاء سفيره بدمشق وذلك عقب الهجوم الذي تعرض له أمس الأربعاء مبنى السفارة من طرف "شليحة" الأسد ومحاصرتهم لمنزل السفير. وصرح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري يوم الأربعاء 16 نونير بطنجة، في افتتاح أشغال منتدى ميدايز 2011، أن "صاحب الجلالة الملك محمد السادس قرر اليوم الأربعاء استدعاء سفير المغرب في سورية إثر الهجوم على سفارة المملكة بدمشق من طرف متظاهرين سوريين ". وأكد في ندوة صحفية في ختام أشغال الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربي- التركي، إدانة المغرب الشديدة للهجمات التي استهدفت العديد من التمثيليات الدبلوماسية العربية بسورية وخاصة سفارتي المغرب وتركيا. ويأتي هذا الاعتداء بموازاة مع انعقاد مؤتمر الرباط الذي تبين أن المغرب وتركيا لعبا دورا كبيرا في الاستدعاء والتخطيط له بالنظر لموقعما في الساحة الإقليمية والجهوية عقب انهيار الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة والاندحار المنتظر لبقية الأنظمة التي استأسدت لعقود وكانت لها الكلمة الفصل في القضايا التي تهم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما أن هذا الهجوم يأتي بعد أن سدّت الأبواب أمام نظام بشار الذي أصبح يعاني من عزلة دولية وجهوية خانقة بسبب التقتيل الذي يمارسه في حق شعبه، كما أن الاعتداء يندرج في إطار سلسلة من الهجمات التي تعرضت لها سفارات وتمثيليات دبلوماسية لدول أوربية وأجنبية، يرى فيها أنصار وشليحة الأسد سببا في ما يقع في سوريا. للإشارة فإن سوريا لم تعد تحظى بمساندة أي دولة في المنطقة باستثناء اليمن التي يمكن تفهم موقفها بالنظر إلى الخوف الذي ينتاب الرئيس علي عبد الله صالح من المصير المؤكد الذي ينتظره، وهو بموقفه ذلك يسري عليه المثل القائل" تشبث غريق بغري". إلا أن الموقف اللبناني يستدعي بعض الاهتمام بالنظر إلى ما يعيشه لبنان من حالة احتقان بسبب تشبث حزب الله بمواقفه الطائفية وبسبب التأثير الكبير لإيران في توجهات هذا الحزب وكذا دعمه اللامشروط لنظام بشار، وبالتالي فإن الموقف اللبناني من نظام الأسد وسكوته عن التقتيل الذي يمارسه ضد الشعب السوري ما هو إلى امتداد للتأثير الذي يمارسه النظام السوري في لبنان و للعلاقات الوطيدة لهذا النظام بإيران وبدرعه في لبنان المتمثل في حزب الله، الذي أصبح يتعرض لسلسلة من الانتقادات المتزايدة بسبب مواقفه من الثورة السورية واستمراره في دعم ومساندة شبل حافظ الأسد. وقد برر النظام اللبناني موقفه الأخير من قرار الجامعة العربية، القاضي بعدم السماح لسوريا بحضور أشغالها، بالرغبة في تفادي الاحتقان الأهلي، وهو إذعان لمواقف وضغوطات حزب الله. ويرى الملاحظون أن حزب الله لازال وفيا لتنفيذ أجندة النظام السوري بلبنان كما أن هذا الحزب يحول دون رغبة الفصائل والطوائف الأخرى في استقلال القرار اللبناني عن الاملاءات والتعليمات التي تصدر من سورية والتي كانت تعتبر لبنان حديقة خلفية لها بل كان حافظ الأسد يحن إلى سوريا الكبرى التي لا مكان للبنان فيها، وقد كنا وقتها في الجامعة نرفع شعارا ضد حافظ الأسد يقول "أسد أسد في لبنان، أرنب أرنب في الجولان" نظرا للسيطرة والاستئساد الذي كان يمارسه النظام السوري على لبنان في مقابل جبنه وخوفه من إسرائيل وسكوته عن احتلال جزء من الأراضي السورية المتمثلة في الجولان.