حددت بحوث جديدة قام بها فريق مكون من 24 خبيرًا دوليًا مجموعة من العوامل التي يمكن أن تستهدف تحسين صحة الدماغ خلال الحياة، ويعتقد أن لها تأثيرًا على الوقاية من حوالي 35 % من جميع حالات الخرف، بما في ذلك الزهايمر. قال جيل ليفنغستون، الأستاذ في كلية لندن الجامعية والمشرف الرئيسي على الدراسة: إن عددًا من التغيرات البسيطة في أنماط الحياة التي يقوم بها الشخص في حياته يمكن أن يكون لها تأثير كبير في وقايته من الخرف.
من بين أهم تلك العوامل التي أشارت إليها الدراسة “التعلم”، فالتعلم في سن مبكرة يقوى الدماغ وأعصابها إذا كنت تستخدم عقلك قدر الإمكان في شيء يجعلك تفكِّر وتطرح الأسئلة، ما يعنى فرصة أقل لتطور الخرف في المستقبل.
من العوامل الأخرى المرتبطة بالتعلم الحفاظ على السمع قدر الإمكان خلال جميع مراحل الحياة، فالسمع وسيلة إدراكية مهمة، وفقدانه أو أي ضرر به يزيد من العزلة الاجتماعية وينتج عنه فرصة أقل في التعلم خلال مراحل الحياة.
وأضاف البروفيسور ليفينغستون أن التعليم في الحياة المبكرة يمكن أن يساعد في الوقاية من المرض لأنه يقوي “احتياطي” الدماغ، وبالتالي مقدار الضرر الذي يمكن أن يعاني منه الشخص بسبب الخرف في المستقبل.
اشتملت الدراسة على عدد من العوامل لأخرى مثل الحفاظ على الصحة البدنية والاهتمام بالوقاية من الأمراض التي قد تتسبب في تطور المرض في المستقبل مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة في منتصف العمر والتي تزيد من احتمالات الإصابة بالمرض بنسبة تصل إلى 20% .
ووفقًا لصحيفة إندبندنت البريطانية من المتوقع أن يرتفع عدد المصابين بالخرف في بريطانيا من 850 ألفًا إلى مليونين بحلول عام 2051، ويكلف الخرف اقتصاد المملكة المتحدة ما يقدر ب23 مليار جنيه إسترليني سنويًّا، وينتظر أن يصل عدد الأشخاص المتضررين في جميع أنحاء العالم تقريبًا إلى 131 مليون نسمة بحلول عام 2050، مع زيادة عدد الحالات في معظم البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.