اعتبرت الوزيرة الإسبانية السابقة، آنا بالاسيو، أن قضية الصحراء المغربية من القضايا الحساسة بالمنطقة التي يتطلب حلها مفاوضات بين المغرب و”البوليساريو”، مضيفة أن الدور جاء على الجزائر لإقناع “جبهة البوليساريو” بقبول مقترح الحكم الذاتي المغربي، والذي من شأنه أن يحل هذه القضية. وأشارت بالاسيو، حسب ما أوردته يومية العلم، أن الحرب على الفوسفاط تعيق التوصل إلى حل لأزمة الصحراء، وشككت في أغراض “الحملة العدوانية” التي تقودها جبهة البوليساريو في الصحراء، خاصة فيما يتعلق بالمجال الجغرافي الواقع بين مدينة طرفاية المغربية وشمال موريتانيا.
وذكرت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية السابقة، في ظل حكومة خوسيه ماريا أثنار، أنه “منذ نهاية أبريل 2017، اتخذت جبهة البوليساريو إجراءات قانونية انطلاقاً من بلدان مثل جنوب إفريقيا وبنما، ضد المواد الأولية القادمة من الصحراء مروراً بموانئ هذه البلدان”.
وقامت الوزيرة الإسبانية بزيارة إلى مدينة العيون قبل أسابيع من إعلان الرباط الولاية القانونية على المياه الواقعة قبالة جزر الكناري، أي المياه الساحلية للصحراء المغربية. وقد وصفت “بالاسيو” العيون في الوقت الحالي بأنها “مدينة نابضة بالحياة ولا يمكن إنكار أنها بالغة الأهمية”، إذ شهدت إحداث مشاريع تنموية مهمة آخرها بناء كلية للعلوم التطبيقية والأولى من نوعها في الصحراء. وتدعم آنا بالاسيو النظرية القائلة إن الجزائر هي التي تملك المفتاح الذي يجعل البوليساريو يقبل صيغة الحكم الذاتي.
وأوضحت بالاسيو، أن خطة البوليساريو الرامية إلى “إلحاق الضرر بالمغرب”، فيما يتعلق بتصدير الفوسفاط، هي طريقة تقوض سير المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق يمكن أن يكون مفيداً في المنطقة. وذكرت الوزيرة نفسها في نصّ صدر عن منتدى دافوس أنه “لا يمكن التوصل إلى حل نهائي بشأن الصراع في الصحراء المغربية إلا في حال التزام جميع الأطراف المعنية بالقضية، وعلى وجه الخصوص المغرب وجبهة البوليساريو بالتوصل إلى حل. ولكن الدول المجاورة أيضاً تعلب دوراً في حل هذه الأزمة وخاصة الجزائر”.
في هذا الصدد، اعتبر عبد الفتاح بلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية، أن تصريح المسؤولة الإسبانية يظهر اهتمام ومتابعة إسبانيا للموضوع عن كثب، باعتبارها دولة استعمرت المنطقة، ولديها أوراق لإيجاد حل للقضية.
وأضاف رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية، في تصريح ليومية العلم التي أوردت الخبر في عددها اليوم،، أن الجزائر تتملص من دورها المباشر في مشكل الصحراء إذ أن إسبانيا واعية بدور هذه الأخيرة في عرقلة سير الملف الذي عمَّر طويلا خلف أروقة الأممالمتحدة. كما دعا بلعمشي، إسبانيا إلى تطوير هذه التصريحات وتحويلها إلى مواقف على غرار فرنسا التي تدافع عن مقترح الحكم الذاتي.