اعتبر البروفيسور البلجيكي البريطاني ويلفريد سويندن، من جامعة إدنبره، أن المخطط المغربي للحكم الذاتي بالصحراء يشكل خارطة طريق واضحة المعالم بالنسبة لكامل المنطقة. وقدم البروفيسور سويندن، الذي كان يتحدث خلال الندوة المنظمة الاثنين الماضي بمقر الأممالمتحدة بنيويورك حول "الجهوية والحكم الذاتي : الاختلافات، الخصائص، والتكاملات"، دراسة مقارنة حول أنظمة الحكم الذاتي بالعالم، كما قام باستكشاف الرؤى التي يمكن أن تشكل قيمة مضافة للتجربة المغربية في مجال الجهوية.
في دراسته المقارنة، انكب الخبير البلجيكي البريطاني على تحليل حالات المملكة المتحدةوكندا وإسبانيا وبلجيكا والهند، موضحا أن درجة الاستقلالية عن الدولة المركزية تختلف حسب خصوصيات كل بلد.
واعتبر سويندن أنه ليس هناك "مثال نموذجي" لضمان حكامة ترابية جيدة، موضحا أن كل استراتيجية ترابية يتعين أن تندرج في إطارة مقاربة تطورية وتنفرد عن كل نموذج جامد يمكن أن يؤثر على فعاليتها.
وأوضح الخبير أن "كل النماذج بالبلدان المشار إليها آنفا لا يتم إدارتها وفق مفهوم ثابت للحكم الذاتي، بل تخضع لتغيرات وتحولات وفقا لواقع كل بلد".
وسلط سويندن الضوء على نقاط قوة المبادرة المغربية للحكم الذاتي المقدمة عام 2007 ولمسلس الجهوية المتقدمة الذي انخرط فيه المغرب.
في هذا الصدد، أشاد باعتراف دستور المغرب بالثقافة الصحراوية الحسانية، مبرزا من جهة أخرى مقتضيات المادة 13 من مخطط الحكم الذاتي التي تنص على أن منطقة الحكم الذاتي بالصحراء تتوفر على الموارد المادية الضرورية لتنميتها على جميع الأصعدة.
كما أشار إلى أن "مؤشرات التنمية البشرية بمنطقة الصحراء هي أعلى مقارنة مع باقي جهات المملكة".
وأوصى البروفيسور ويلفريد سويندن في ختام عرضه بأن يتم تفعيل مخطط الحكم الذاتي في إطار مقاربة شاملة، مؤكدا على أن مزايا هذا المخطط ستكون قابلة للتقييم بشكل أفضل ليس خلال مرحلته الأولى، بل خلال تنفيذه على أرض الواقع.
ونشط الندوة عدد من الخبراء البارزين والباحثين والأكاديميين القادمين من كندا والمملكة المتحدة وسويسرا وفيتنام، حيث شهدت مشاركة حوالي خمسين دبلوماسيا، من بينهم عدد من السفراء بنيويورك، بالإضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام المعتمدة لدى الأممالمتحدة.
وأتاحت هذه الندوة الفرصة لإجراء دراسة مقارنة بين التدابير المقترحة من قبل المغرب لمنح الحكم الذاتي لجهة الصحراء مع التجارب العديدة لمختلف المناطق بالعالم المتمتعة بالحكم الذاتي الإقليمي أو الترابي.