وضع الأمين العام للأمم المتحدةالجزائر ضمنيا في موقع المسؤولية تجاه المأساة المتجددة بمخيمات لحمادة ضواحي تندوف جنوب غرب الجزائر. وعبر بلاغ صادر عن المتحدث باسم الأمانة العامة في مؤتمره الصحفي يوم الجمعة الفارط، صراحة عن انشغال غوتيريس العميق إزاء محنة عشرات الآلاف من الصحراويين المحتجزين في الجزائر بمخيمات تندوف نتيجة النقص المهول المسجل في وتيرة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى المخيمات السنة الجارية.
واعتبر ذات البلاغ، حسب صحيفة العلم التي أوردت الخبر في عددها اليوم، أن هذا النقص تسبب في تخفيض محسوس للحصص الغذائية بالمخيمات وتفاقم الوضع الغذائي والصحي للساكنة.
وكانت العديد من المنظمات الإنسانية قد حذرت في وقت سابق من بوادر مجاعة محققة تتربص بساكنة المخيمات بفعل نفاذ مخازن المؤونة من المواد الغذائية واستفحال النقص الحاد للماء الصالح للشرب مع الذي تحول إلى سلعة كمالية مفقودة يحتكر خزاناتها المتنقلة قادة الجبهة الانفصالية ويقومون بتوزيعها على المخيمات و فق منطق الولاء والقبلية.
وأرجعت عدة تقارير موثقة منها المكتب الأوروبي لمكافحة الغش وبرنامج الأغذية العالمي ومفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين وضع الخصاص غير المسبوق والخطير، الذي تعرفه المخيمات، الى اختلاس قيادات نافذة بجبهة الرابوني منذ سنوات للإعانات وتوجيهها للبيع بأسواق مجاورة بالتراب الموريتاني وهو ما حذا بعدد من الدول المانحة وفي مقدمتها اسبانيا وإيطاليا وغيرها الى إلغاء برامج مساعداتها السنوية الموجهة الى المخيمات، ودخول مفوضية الاتحاد الأوروبي رسميا على خط مسلسل الفضائح للمطالبة بفتح تحقيقات عن مصير المساعدات التي تختفي في التراب الجزائري حتى قبل الوصول الى المخيمات.
هذا الوضع غير السوي دفع صحفيين حاضرين بالمؤتمر الصحفي للناطق باسم الأمين العام الأممي لتنبيهه الى كون مجلس الأمن طلب مرارا وتكرارا في بياناته وقراراته المتعلقة بالحالة الإنسانية في مخيمات تندوف، بإحصاء ساكنة المخيمات لتقدير الاحتياجات الدقيقة لها.