بعد ان كانت تنشر الأخبار الزائفة التي تروم زرع الشكوك حول واقعية انبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، وتشويه أهدافه الاستراتيجية، بدأ الاعلام الجزائري الرسمي والأبواق المرددة لأطروحة النظام العسكري تعي بان هذا المشروع الاستراتيجي العظيم أضحى واقعا ولا يمكن القفز عليه عبر نشر الترهات والإشاعات التي لا تستند إلى الواقع.. وفي هذا الاطار، خرجت صحيفة الخبر(المقربة من المخابرات الجزائرية)، عن صمتها معبرة عن الوقع الكبير والهام للمشروع المغربي-النيجيري مشيرة إلى انه سيزيد من الغموض حول مشروع أنبوب الغاز الطبيعي العابر للصحراء بين الجزائر ونيجيريا.
ما يثير الانتباه هو هذا التغيير في المواقف من طرف صحيفة الخبر التي عودتنا على الهجوم على المغرب ومحاولات تشويه صورته، كما فعلت إبان إشراف جلالة الملك والرئيس النيجيري احمد بوخاري على حفل توقيع اتفاق إنشاء أنبوب الغاز الذي سيربط بين البلدين عبر ساحل غرب أفريقيا على المحيط الأطلسي، حيث استنفرت آنذاك كل صحافييها وكل كتابها لمحاولة تقزيم المشروع والتقليل من اهميته.
ويزيد من غرابة هذا التغيير في مواقف اليومية الجزائرية، مضمون المقال الذي تناول توقيع المغرب ونيجيريا، يوم الاثنين المنصرم بالرباط، على بروتوكول اتفاق لدراسة جدوى هذا المشروع العملاق، حيث تميزت طريقة وأسلوب الكتابة بوضوح في الرؤيا وعدم نثر السموم والاكتفاء بنشر الحقيقة كما هي، مع تنبيه مبطن للنظام الجزائري من وقع وآثار هذا المشروع على مشروعه الذي عمر اكثر من 14 سنة ولم ير بعد النور..
وقد ختم الكاتب مقاله بالقول :" وكان الإعلان عن هذا المشروع تم خلال زيارة العاهل المغربي إلى أبوجا حيث التقى الرئيس النيجيري محمد بخاري في ما يعكس تحسنا كبيرا في العلاقات بين البلدين." مضيفا أن هذا الاتفاق المغربي النيجيري "يزيد الغموض حول مشروع أنبوب الغاز الطبيعي بين الجزائر ونيجيريا، الذي قبع في أدراج البلدين نحو 14 عاماً، وهل ستبقي الحكومة النيجيرية عليه بعد أن تصبح قادرة على إيصال غازها لأوربا عبر المغرب في حال انجاز مشروعها مع البلد الشقيق."