كشفت الناشطة الحقوقية الأمريكية المعروفة "نانسي هوف"، عن ممارسات وأساليب البوليساريو في تحويل المساعدات الموجهة لساكنة تندوف، وذلك خلال الدورة 34 لمجلس حقوق الإنسان المنعقد حاليا بجنيف. وأدانت "نانسي هوف" الظلم الذي يطال، بشكل يومي، السكان المحتجزين بمخيمات تندوف، على أيدي الجزائر و"البوليساريو".
وتحدثت نانسي هوف عن تجربة 20 سنة من جمع وتوزيع المساعدات لأطفال تندوف قبل أن تفاجأ بأن هذه المساعدات لا تصل للأطفال بل يتم تحويلها إلى وجهة غير معروفة مما دفعها إلى توقيف تقديمها.
وكانت مجموعة من التقارير الرسمية حكومية وغير حكومية، وأخرى إعلامية سواء من دول الجوار، أو التي يتم إصدارها من طرف الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، تتهم البوليساريو بالسيطرة على المساعدات الإنسانية، بتواطؤ مع مسؤولين جزائريين حيث يتم تسويقها من جديد بعد تهريبها إلى أسواق البلدان المجاورة، إذ تأكد وصول هذه المواد إلى النيجر ومالي وموريتانيا والسنغال والجزائر وغيرها من بلدان الجوار.
وكان تحقيق صحفي لقنوات مغربية، وتحقيقات أخرى لوسائل إعلام مختلفة، فجرت المستور في ملف المساعدات الدولية الموجهة إلى مخيمات تندوف، حيث كشفت هذه التحقيقات عن سرقة هذه المساعدات الدولية، وتهريبها إلى الأسواق القريبة بالمنطقة وخصوصا عبر منطقة ازيورات شمال موريتانيا.
وكان المكتب الأوروبي لمكافحة الغش، كشف في مرات عدة أن البوليساريو والجزائر متورطتان في ملف سرقة المساعدات الدولية الموجهة إلى سكان مخيمات تندوف، وذلك منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث تم تحويل جزء كبير من هذه المساعدات الإنسانية إلى السوق السوداء وتحويل قيمتها المالية إلى حسابات مسؤولين بالجزائر والبوليساريو.
وفي نفس السياق، فإن تقارير أخرى أثبتت تورط البوليساريو في أنشطة تهريب الأسلحة والمخدرات والبشر، بالمنطقة، مستغلة العلاقات الوطيدة التي تربطها ببعض الجماعات الجهادية التي تنشط بالمنطقة وتتخذ لنفسها أنشطة التهريب جانبا من مواردها المالية.
وتحاول البوليساريو ومن ورائها الجزائر النأي بنفسها عن هذه الأنشطة، مع كل مرة يتم فضحها من خلال تقارير دولية حكومية وغير حكومية، وخصوصا تقرير الاستخبارات اليابانية الذي أكد تورط البوليساريو في أنشطة إرهابية بالمنطقة، وهو تقرير زلزل البوليساريو والنظام الجزائري.