استغرب كثير من المتتبعين كيف تجرأ توفيق بوعشرين، مدير نشر الأخبار المغربية، على نشر فضيحة شقة عبد القادر عمارة، وزير الطاقة والمعادن السابق، لأن صاحب الجريدة المذكورة معروف بولائه للعدالة والتنمية باعتبار انه شغّيل لدى الحزب الإسلامي، مكلف بتصريف مواقفه، وبالتالي يعتبر هذا انقلابا في قواعد الشغل. لكن المثل العربي القديم يقول "إذا تخاصم اللصوص ظهر المسروق". طبعا لا نتحدث هنا عن لصوص ولا عن سرقات ولكن عن جوهر المثل. أي أن الفضيحة كانت معروفة ولجنة الشفافية، التي يترأسها مصطفى الرميد القيادي في الحزب ووزير العدل، على علم بها، وبوعشرين من بين الناس الذين يطلعون على أسرار الحزب وهو مؤتمن من قبل زعيم الحزب عبد الإله بنكيران. فكيف خرجت اليوم في صحيفة بوعشرين؟
الوزير السابق عمارة حاول أن يبرر ذلك بالقول إن الصحفي أراد تصفية الحسابات مع غريم بنكيران عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، الذي اتهم بوعشرين بالكذب على الشعب، كما أن صاحب الجريدة يحقد عليه لأنه لم يتمكن من ابتزازه للحصول على الإشهار.
القصة مختلفة تماما فالقضية لا تهم أخنوش ولكن تهم عمارة، حيث إن صراعا بين خدام العدالة والتنمية انفجر داخليا ومال بوعشرين إلى صاحبه عبد العالي حامي الدين، الذي يعاني من عقدة الاستوزرا بسبب ملف أيت الجيد، وبالتالي شرعوا في الكشف عن بعض الفضائح التي تهم قياديين في الحزب يسعى هؤلاء لقتلهم سياسيا.
توجد داخل العدالة والتنمية العديد من الاختلالات الواضحة للعيان يطوي عنها بوعشرين صفحا أو ينبري للدفاع عنها أحيانا، لكن اليوم انقلب ميلا نحو من يريد طحن بعض القياديين ومن المرتقب أن يكشف الصحفي المذكور عن خروقات أخرى ارتكبها أبناء الحزب.