الكاملي محمد من مواليد 1940 بمنطقة الرڴادة إقليمتيزنيت ، درس أيام الاحتلال الفرنسي لمدة أربعة سنوات اللغتين العربية و الفرنسية ،ثم التحق بالتعليم الديني برغبة من الأب، عاش مرحلة الشدة و القحط التي انطلقت من سنة 1940 المعروف شعبيا بعام الجوع ، و استمرت الشدة لعدة سنوات لتنتقل العائلة إلى منطقة البئر الجديد بمدينة الجديدة ليتعلم حرفة صناعة الخبز على يد مستوطن اسباني يدعى " كايروسط "،وفي مطلع سنة 1963 انتقل إلى مدينة كلميم ليعمل في نفس الحرفة و بالضبط "زنقة عبودة" ، لا زال يتذكر مرحلة الاحتلال و المقاومة الباسلة في وقت كان القياد يسيطرون على كل شئ. و بعد بيع منزله الموجود بكلميم بثمن بخس لعلاج ابنته المصابة بمرض القلب اينتقل إلى مدينة طانطان ، ليدشن بداية حرب دروس ضد مرض فتاك متوحش يصيب القلب .
2- كيف بدأت قصتك المثيرة مع مرض القلب؟
ابنتي ولدت مصابة بالتشوه الخلقي ،إذ تبين أن بعض عروق القلب مقلوبة ، و لم نكتشف المرض إلا بعد مرور سنتين على ولادتها ، إذ لاحظنا أنها ضعيفة جدا ، و تتعرض للإغماء عدة مرات ، و بعد عرضها على أخصائي في مدينة أكادير طلب منا الانتقال إلى الرباط لتحديد نوعية مرض القلب بدقة.
3- و بعد تحديد نوعية مرض القلب دقة ماذا فعلتم؟
مباشرة بعد عرضها على أطباء اختصاصيين في المرض احتاروا في تصنيفه بداية ، و طلب منا نقلها إلى الخارج لضعف التخصص و التجهيز في المستشفى، و أنا شخصيا اندهشت من المبلغ الذي تكلفه العملية في الخارج حوالي 30 مليون سنتيم ،و تصادفأثناء تواجدي بالرباط مع إضراب شامل خاضه أطباء الجراحة في القلب يطالبون فيه بتوفير التجهيزات الخاصة بجراحة القلب خصوصا أمام تهاطل حالات عديدة على المستشفيات .
4-كيف واجهت غياب التجهيزات و كلفة العملية الباهظة؟
منذ سنة 1996 تاريخ تشخيص مرض ابنتي و هو التشوه الخلقي على مستوى القلب و أنا أناضل حتى يوم 5 مايو 2008 و هو تاريخ إجراء العملية الأولى لابنتي ، و قبل ذلك خضعت لفحص متنوع و مكلف جدا ، و في 14 غشت 2008 ثم إجراء العملية الكبرى ، و تكلفة العمليتين هو 12 مليون سنتيم أداها النائب البرلماني بولون السالك و هو من أبناء مدينة طانطان ، وقف إلى جانبي بعد أن أغلقت في وجهي كل الأبواب الرسمية و الجمعوية المحلية و غيرها، إذ تكلف بالعملية و النقل و كل المصاريف الشاملة.
5- بعدما انتهت معاناة ابنتك ، ماهو الهاجس الذي ظل ينتابك ؟
ابنتي شفيت و الحمد لله و هي الآن بألف خيركما شاهدتموها فهاهي تقوم بأشغال البيت و أنا أتوفر على أقراص مدمجة تظهر الحالة المأساوية التي كانت عليها و قد أطلعتكم على إحداها لتروا الفرق ، و لكن بعد معاناتي لمدة اثني عشر سنة ، و أنا إنسان فقير و محروم فكرت في معاناة الناس و كيف يمكن تقديم أمل لهم في الحياة أمام كثرة العراقيل و الصعوبات أمام عائلات المرضى ، و هكذا طرحت الفكرة على النائب البرلماني " بولون السالك" مفادها التنسيق بينه و بين الأطباء لمساعدة المرضى في العلاج فوافق مباشرة و بدأنا العمل و الحمد لله أنجزنا 25 عملية قلب و 153 عملية طبية في مختلف الأمراض.
6-كلمة أخيرة؟
نتوجه بالشكر إلى السيد " بولون السالك" الذي زرع البسمة و الفرح في مكان الألم و اليأس ، و نتمنى من الله أن يظهر في الإقليم محسنين آخرين إلى جانب هذا الرجل خصوصا أن 80 في المائة من سكان الأقاليم الجنوبية يعانون من الفقر ، فالسكان يعانون من الأمراض المزمنة ، و سنعمل مستقبلا على إنشاء جمعية خيرية مختصة في هذا المجال ، و أشكر جريدة " دعوة الحرية " على فتحها المجال لنا لأول مرة و نطلب من الله التوفيق.