زفّ أسامة بنكيران، نجل رئيس الحكومة وزعيم حزب العدالة والتنمية، خبر حصوله على "شهادة الخبرة المحاسبية حول موضوع الزكاة وطريقة حسابها في المقاولات"، شاكرا كل من ساعده في تحقيق هذا الإنجاز العظيم !! وفي رد فعل على ما كتبه نجل بنكيران، كتب أحد النشطاء بموقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، أن على أسامة بنكيران أن يطبق ما درسه على شركات والده ومدارسه الخاصة وبقية المقاولات التي يمتلكها أعضاء حزب "العدالة والتنمية"..
وتفاعلا مع هذا الحدث العظيم وهذا الإنجاز الذي لا يضاهيه إنجاز، كتب محمد نجيب كومينة على حاسابه بالفيس بوك:
دبلوم خبرة محاسبية في كيفية حساب الزكاة في المقاولات. من مكنه من النجاح ببحث في هذا الموضوع في مدرسة رائدة في ميدان التعليم والتكوين في ميدان التجارة في فرنسا والعالم إما أنه سلفي أو إخواني أو طناز.
الاشتغال على هذا الموضوع اليوم يعني رغبة كامنة في إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء في المغرب. ذلك أن الإخوان المسلمين والسلفيين يرفضون في العمق الضريبة ويعتبرونها بدعة وضلالة وأن المقبول في النظام الإسلامي هو الزكاة، التي تدخل ضمن الفرائض، ويقوم تصورهم الاستراتيجي على أساس استبدال الضريبة بالزكاة عندما يقيمون نظام الخلافة والعودة إلى مادرج عليه السلف الصالح.
ومعروف أن السلفيين، بمعية القياد، قد تمكنوا من تعبئة الناس ضد أول إصلاح ضريبي أقدم عليه الحسن الأول، حين اعتمد ضريبة الترتيب كضريبة تصاعدية على أساس الممتلكات والمحاصيل مستوحيا النمودج الفرنسي، وكانت نتيجة فشل هذا الإصلاح كارثية، إذ تزايدت السيبة ووجد المخزن نفسه مضطرا للاستدانة بكثافة، وبالأخص بعد تولي مولاي عبد العزيز، ولرهن المداخيل الجمركية للبلاد والسماح ببيع الأراضي للأجانب وقبول الحمايات الأجنبية لمواطنين مغاربة صاروا خارج سيادة الدولة المغربية، هذا في وقت اختفت فيه بسرعة النقود الحسنية من السوق وصار المغرب بلا عملة تقريبا وصارت العملتان الإسبانية والفرنسية هما الرائجتان في المعاملات في فاس ومع الخارج.
ابن بنكيران فيما يبدو تابع دراسته بأفق إيديولوجي ينتمي إلى السلفية المعادية للضريبة، لكنه لدى التحاقه بهيئة الحيسوبيين هنا سيجد له سوقا فيها إسلاميي "جمعية أمل" التي تتبع لحزب أبيه والمرتبطة بتركيا وربما امتد عمله إلى الخليج، ولكنه سيشتغل مع الشركات التي لا تعتمد نظام الزكاة وسيستفيد من إسمه وعلاقات أبيه بدون شك في هذا الإطار.
ومعلوم أن المغرب يعاني من نقص في ميدان الخبراء الحيسوبيين المعتمدين. ومهنة الخبير الحيسوبي مهنة تدر المال الكثير وتوصل إلى الغنى عندما يتمكن ممارسها من الفوز بشركات كبرى من قبيل الأبناك وشركات التأمين والمؤسسات العمومية الكبرى ... وكلها تشتغل بمنطق الضريبة وليس الزكاة..
هكذا زفّ اسامة بنكيران خبر حصوله على "شهادة الخبرة المحاسبية حول موضوع الزكاة وطريقة حسابها في المقاولات"