استفاد 121 من الأطر الأمنية العليا السنغالية في الفترة ما بين 17 و25 أكتوبر الجاري من تكوين بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة تمحور حول "تدبير الحوادث الخطيرة". ومكن هذا التكوين، الذي جاء ثمرة لتعاون ثلاثي الأطراف بين المغرب والولايات المتحدةوالسنغال، 12 من الأطر العليا السنغالية تعمل في مصالح الأمن والدرك والوقاية المدنية بالسنغال من تدريب في مجال تدبير الحوادث الخطيرة تحت إشراف خبراء مغاربة وأمريكيين.
وقال العامل مدير الشؤون العامة بوزارة الداخلية، كريم قسي لحلو ، اليوم الثلاثاء ، في كلمة خلال حفل تسليم الشهادات للمستفيدين من التكوين، أن هذه المبادرة تعكس أهمية التعاون في مجال الأمن بين المغرب والولايات المتحدة والذي يتعزز سنة بعد أخرى، مشيرا إلى أن هذا التكوين يأتي بعد تكوينات أخرى جرت سنة 2015 حول أمن الحدود وتدبير الحوادث الإرهابية وتحليل السلوك ومحاربة تزوير الوثائق.
وأضاف أن اختيار السنغال، البلد الذي يستفيد لثاني مرة على التوالي من هذا التكوين، " لم يكن اعتباطيا " موضحا أن هذا الاختيار يعكس "الروابط القوية سواء التاريخية والثقافية والروحية منها أو الاقتصادية والاجتماعية التي تجمع المغرب والسنغال".
وسجل مدير الموارد البشرية بالمديرية العامة للأمن الوطني، محمد إمبراضن، من جهته ، أن هذا المشروع ذا البعد الأمني والإقليمي والذي أصبح واقعا ملموسا، مر من عدة مراحل، موضحا أن هذه الفكرة رأت النور سنة 2014 من خلال عقد سلسلة اجتماعات تحضيرية بين المسؤولين الأمريكيين عن محاربة الإرهاب وممثلين عن وزارة الداخلية والمديرية العامة للأمن الوطني والدرك الملكي بهدف رئيسي تمثل في إعداد مكونين بكفاءة من مستوى عال عبر تنظيم دورات تكوينية بالمعهد الملكي للشرطة وبالولايات المتحدة.
وأضاف السيد إمبارضن أنه في المرحلة الثانية من هذا المشروع تمت بلورة برامج ملائمة للتكوين تستلهم الإطار التشريعي الوطني وتأخذ بعين الاعتبار السياق الأمني الدولي مضيفا أن اختيار موضوع هذا التكوين يأتي من قناعة الأطراف المنظمة بالصعوبات المرتبطة بتدبير الأزمات والمخاطر التي تتجاوز التدخلات الأحادية لمصلحة أمنية ما والتي تتطلب مقاربة شاملة.
وأكد المسؤول الأمني أنه في وضعية أزمة يكون من الضروري تجميع كل المتدخلين حول نفس المائدة من أجل اتخاذ القرارات الضرورية مع أخذ المسافة الكافية من الحادث واعتماد نظرة تكاملية بين المؤسسات الأمنية.
وقال اليوتنان كولونيل موسى نيانغ، قائد تجمع الوحدات المتخصصة بالفرقة الوطنية لرجال الإطفاء بالسنغال، إن هذه الدورة التكوينية "كانت مفيدة بالنظر إلى أنها ستمكننا في حالة حادث خطير من إرساء قيادة عامة موحدة مع عدة مصالح كالمطافئ والدرك والشرطة والصحة ....".
وأضاف المسؤول السنغالي أن "هذا التكوين جعلنا أكثر قدرة على توقع الحوادث المحتملة وإخطار مجموع المصالح المعنية والمتدخلين الأوائل".
وأكد مدير الأمن الدبلوماسي بالسفارة الأمريكية بالرباط ، ريشارد لوفيرت ، من جانبه، أن هذه المبادرة ثلاثية الأطراف تؤشر على تطور في العلاقات بين المسؤولين الأمنيين الأمريكيين ونظرائهم المغاربة، منوها ب" الدور الريادي للمغرب في مجال المساعدة والخبرة والتكوين في محاربة الإرهاب". وقال إن "المغرب عرف كيف يتموقع كأرضية للتعاون الأمني في القارة الإفريقية".
وتأتي الدورة الثانية من هذا التكوين والتي تمحورت حول "تدبير الحوادث الخطيرة" بعد تكوين أول جرى ما بين 14 و22 دجنبر 2015 والذي استفادت منه أطر عليا من مصالح الأمن السنغالية.
وجرى حفل اختتام هذا التكوين ، الذي ترأسه مدير المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة بالنيابة، بحضور مدير الشؤون الإفريقية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون محمد الهادي.