أفادت مصادر صحفية، أن ابراهيم غالي زعيم انفصاليي البوليساريو، سيشارك في أشغال ندوة التنسيقية الأوروبية للتضامن مع اللاجئين الصحراويين بمخيمات تندوف، التي ستحتضنها مدينة برشلونة الاسبانية يومي 18 و 19 نونبر المقبل.. وسيكون القضاء الاسباني أمام المحك إذا حضر الزعيم الدمية إلى برشلونة، وذلك بالنظر إلى تورط هذا الأخير في جرائم ضد الانسانية، حيث سبق للقضاء الإسباني أن استمع إلى مجموعة من الصحراويين الذين اتهموا بعض قياديي جبهة البوليساريو بتعذيبهم وتعريضهم لجرائم ضد الإنسانية، وعلى رأسهم ما سمي بوزير الدفاع السابق والسفير السابق لجبهة الانفصاليين دى الجزائر والرئيس الحالي للجبهة إبراهيم غالي..
واعتبر المتتبعون أن استدعاء هؤلاء الضحايا آنذاك يعد منعطفا هاما، لأنه لأول مرة يحقق القضاء الإسباني في جرائم ضد البوليساريو.
وجاء الاتهام في قرار للقاضي "بابلو رويث" بالمحكمة الوطنية في مدريد، وهي المحكمة التي تباشر هذا النوع من القضايا ذات الطابع الدولي. كما سبق لذات القاضي أن أعطى أمرا من أجل عرض ضحايا هذه الجرائم على طبيب مختص تابع للمحكمة الوطنية الخاصة، وتأكد أن آثار الضرب والتعذيب بادية عليهم، كما كان من ضمن الاتهامات الاغتصاب، لكن إبراهيم غالي المتهم الرئيسي في القضية لم يمثل أمام القضاء الإسباني، لأن عملية استحضاره كانت صعبة للغاية، بعد أن لجأ إلى الجزائر مرغما..
وقد تم اعتبار توجيه الاتهام إلى قادة البوليساريو بارتكاب جرائم ضد الإنسانية منعطفا حقيقيا في تعاطي القضاء الإسباني مع ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وحاولت جمعيات صحراوية موالية للمغرب تقديم دعاوى ضد قياديي البوليساريو في الماضي ولم تنجح في ذلك، كما أن جمعيات اسبانية اتهمت البوليساريو في الثمانينات بممارسة الإرهاب عندما هاجم مسلحون تابعون للحركة مراكب صيد اسبانية في مياه الصحراء المغربية قبالة جزر الكناري وخلفت قتلى، ورفض القضاء التحقيق فيها.
ورجّح متتبعون وخبراء سياسيون أن يقوم القضاء الاسباني باستدعاء ابراهيم غالي إذا ما حضر إلى برشلونة لحضور ذات الندوة، فيما استبعد هؤلاء ان يغامر المتهم بالذهاب إلى اسبانيا، خاصة ان الاوضاع العالمية والجهوية قد تغيرت وان البوليساريو باتت تعتبر من طرف العديد من الدول كمجموعة ارهابية وأضحى المنتظم الدولي يعي أكثر من اي وقت مضى مدى الخطورة التي تشكلها على امن المنطقة وأن العالم بسبب ضلوعها في الاتجار بالمخدرات والبشر والسلاح ودعمها وإيوائها للعديد من الخلايا الارهابية التي تنشط في الصحراء والساحل..