وجه القضاء الإسباني ولأول مرة، اتهامات إلى 29 قياديا في البوليساريو بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، من بينهم إبراهيم غالي المرشح لخلافة محمد عبد العزيز في رئاسة البوليساريو ويشغل حاليا منصب سفير البوليساريو لدى الجزائر. وحسب وكالة إيفي الإسبانية، فإن التهم تم توجيهها للمسؤولين بالبوليساريو نهاية شهر يوليوز الماضي، من طرف القاضي بابلو رويث من المحكمة الوطنية في مدريد، تتعلق بجرائم قتل وتعذيب بحق الصحراويين في مخيمات تندوف بالجزائر. ومن المرتقب أن يستمع القاضي الإسباني اليوم الاثنين إلى الشهود، وهم مصطفى قوري حميدي وضحيتان للبوليساريو هما سعداني ماء العينين وداهي أكاي اللذان سيخضعان لكشف طبي في المحكمة الوطنية الإسبانية، وهي أعلى هيئة جنائية إسبانية. كما ينتظر أن تصدر المحكمة الإسبانية حكمها في حق المسؤولين في البوليساريو، يوم الجمعة المقبلة 16 غشت 2013. ولا يعرف ما إن كان سيمثل قادة البوليساريو أمام القضاء الإسباني، أم سيمتنعون عن ذلك وتصدر في حقهم أحكام غيابية، في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر إعلامية بأن المحكمة الوطنية الإسبانية قد تلجأ إلى «التعاون الدولي» لاعتقال المتهمين إذا تعذر على الشرطة الإسبانية اعتقالهم على التراب الإسباني. وكان قاضي التحقيق لدى الغرفة الخامسة للمحكمة الوطنية، قرر فتح تحقيق مع قادة في جبهة البوليساريو، عقب الدعوى القضائية التي رفعها صحراويون من ضحايا البوليساريو. ويوجد من بين المتابعين أيضا إبراهيم بيد الله. ويرى المراقبون أن توجيه تهم جرائم ضد الإنسانية لأول مرة لقادة في البوليساريو، يعتبر «تحول مهم في تعاطي القضاء الإسباني مع ملف نزاع الصحراء». يذكر أنه تم قبل أشهر الاستماع في جنيف، إلى المترجمة خديجتو التي تحدثت عن اعتصابها من طرف القيادي ابراهيم غالي المتابع حاليا بإسبانيا، وحكت خديجتو محمود بمرارة أمام الصحافة بمقر الأممالمتحدةبجنيف، الممارسات الشاذة التي تعرضت إليها، وتطرقت لما عانته في قضية أخلاقية. وقدم المحامي الاسباني أغوستين دو لاكروز خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته آنذاك رابطة المراسلين المعتمدين لدى الأممالمتحدة، خديجتو المرأة الشابة التي تعرضت للاغتصاب، وذكر أن شكاية وضعت يوم 13 يناير الماضي أمام محكمة اسبانية باشبيلية. وذكرت المشتكية أنها كانت تعمل كمترجمة بمخيمات تندوف، وأنها تلقت دعوة من منظمة غير حكومية للسفر خارج الجزائر، فتقدمت إلى تمثيلية «البوليساريو» في الجزائر العاصمة للحصول على تأشيرة، إلا أنها أجبرت على العودة بعد ساعات العمل لمناقشة طلبها مع إبراهيم غالي الذي لم يتردد، عند عودتها إلى مقر التمثيلية، في الاعتداء عليها، وقالت «لن أنسى أبدا ما تعرضت له».وكانت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، دعت سابقا إلى تقديم قادة (البوليساريو) من مرتكبي انتهاكات حقوق الانسان بمخيمات تندوف بالجزائر الى المحاكمة إما في الجزائر أو أمام العدالة الدولية.