عندما يتواجه خصمان من قبيل عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، وإلياس العماري، الأمين العام للأصالة والمعاصرة، فانتظر مبارزة من نوع خاص، وإن كان العماري لا يقر بأنه خصما لبنكيران أو حكومته وإنما يمارس المعارضة من موقع قيادة حزب سياسي زكته الانتخابات التشريعية لسنة 2011 بهذه الصفة بعد حصوله على 47 مقعدا، في انتخابات اعترف الكل أنها نزيهة. العماري ليس من الذين يضيعون الفرص، فبعد 16 سنة على مروره في القناة الأولى، استغل حلوله في برنامج "ضيف الأولى" ليقول كل ما كان يريد قوله، ورغم تكثيف الحملة ضده من قبل أنصار الحزب الإسلامي فإن الإشكالات التي طرحها تبقى معلقة حتى يجيب عنها بنكيران ولا يفيد فيها الفرار إلى الأمام.
أمين عام الأصالة والمعاصرة قال في معرض حديثه عن قصة "خدام الدولة" إن بنكيران ليس من حقه أن يسكت "لم ننتخبه كي يسكت ولكن كي يتكلم"، وقال إن هذا الموضوع لا ينبغي أن يقتصر على الشفوي، مثل الضجة التي أحدثتها الحكومة سابقا حول المقالع والكريمات، مشيرا إلى أن الجهة التي يترأسها عرفت الترخيص للعديد من المقالع دون أن يتغير شيء.
وقال العماري إن رئيس الحكومة يمتلك صلاحيات تغيير المرسوم والنظر إلى الموضوع بأثر رجعي، موضحا أن الكثير من أثمنة الأراضي تتم مراجعتها.
وفي تحد كبير انتقد التضخم العددي للحكومة وفي حال فوز حزبه فإن العدد لن يتعدى 24 مناصفة بين الرجال والنساء.
وتناول العماري التهديدات التي نشرها أحد أعضاء شبيبة العدالة والتنمية، التي دعا فيها إلى قطع رؤوس المخالفين وتعليقها فوق الجدران كي تكون عبرة، معبرا عن رفضه لهذا السلوك الذي لا يختلف عن سلوك داعش.
دعا إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، المغاربة لعدم الخوف من التهديدات ببتر اليد، ووصفهم بالكفار، وتهديدهم بما من شأنه أن يعرض سلامتهم الجسدية للخطر، بل يجب عليهم المبادرة إلى تلبية نداء التسجيل في اللوائح الانتخابية والتصويت بكثافة في الاستحقاقات التشريعية شهر أكتوبر المقبل.
وأوضح العماري أنه راسل عبد الإله بنكيران، قصد الحضور لقمة الميد كوب 2 بطنجة بصفته رئيسا للجهة وبصفة الآخر رئيسا للحكومة، وعبر عن امتعاضه من عدم الحضور كاشفا عن مؤاخذته لبنكيران لأن قرار تخلفه على الحضور أتخذ داخل الأمانة العامة وأنا راسلته كرئيس حكومة وليس كأمين عام لحزب. وقال العماري "مثل هذه المواقف تبرز أي نوع من الولاء نكنه لبلادنا هل للوطن أم للجماعة". وكان العماري وضاحا عندما قال إنه يحترم مؤسسة رئاسة الحكومة حتى لو انتقد طريقة الحكومة في التدبير.
وكان موقع العدالة والتنمية بادر إلى تكذيب إلياس العماري قائلا إن بنكيران تلقى رسالة الحضور بصفته أمينا عاما، غير أن وثائق نشرتها جهة طنجةتطوانالحسيمة، توصلنا بنسخ منها، تفيد أن المراسلة موجهة لرئيس الحكومة. وأشار العماري إلى أنه لم يكن يعلم بحضور مولاي رشيد، وهي رسالة موجهة لبنكيران الذي لم يحضر بمبرر عدم علمه بحضور مولاي رشيد.