استقبلت شركة الهاتف المحمول الأولى في إسرائيل كما هائلاً من الإخطارات تفيد بتعطل خدمات الشركة منذ الساعات الأولى من صباح الأربعاء، وأفاد مضمون الإخطارات ان عملاء الشركة باتوا عاجزين عن إرسال أو استقبال اتصالات ورسائل نصية على هواتفهم، وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية التي نشرت الخبر، إن بريدها الإلكتروني تلقى رسائل مماثلة من عملاء الشركة، تفيد بأن الخدمة لا تصل لأي مكان في إسرائيل.
وعلى أثر هذا الحراك قامت شركة سيلكوم بفحص أنظمة تشغيلها وباغتت الجميع عندما قالت في بيان سريع: "أصيبت شبكة الشركة بعطل تقني بالغ التعقيد، ويغزو العطل الذي يصعب تحديد هويته منظومة التشغيل الرئيسة للشركة". وأضافت المتحدثة باسم الشركة الإسرائيلية في حديث مع الصحيفة العبرية: "ليس من الواضح بعد متى ستنتهي تلك المشكلة، لا سيما أن أثرها شمل كافة أرجاء إسرائيل".
رسائل مشوهة
وعلى حد وصف التقرير الأولي للعطل المجهول: "اتضح للشركة الإسرائيلية أن العملاء لا يستطيعون التواصل فيما بينهم، كما أن رسائلهم النصية تصل أحيانا ألى أهدافها بشكل مشوه، وفي أحيان أخرى لا تصل إلى الهدف نهائياً". وبدأت عملية سقوط الشبكة بمدينة حيفا ثم تلتها مدن أخرى هى القدس، نتانيا، رعنانا، عفولا، اسدود، روش هاعين، ريشون لتسيون، وتل أبيب. وفور التأكد من العطل تم تكليف نائب مدير عام شعبة التكنولوجيا في الشركة المدعو "ليفا اوجمان" بالتعامل مع العطل والوقوف على أسبابه وإصلاحه على الفور، إلا أن جهوده في هذا الصدد بائت جميعها بالفشل الذريع حتى الآن.
ويرى خبراء في اتحاد الصناعات الإسرائيلية أنه على الرغم من الحديث المتواتر حول الضرر الذي قد يلحق بالمرافق الإقتصادية في إسرائيل على خلفية سقوط شبكة الهاتف المحمول الأولى، غير أنه يمكن تلافي هذه المشكلة بالتواصل المؤقت عبر الهواتف الأرضية، وأضاف الخبراء: "أن الخطر أو الخسارة الكبرى ستكون من نصيب شركة سيلكوم نفسها، لا سيما أن الشركة معنية بإبلاغ المساهمين فيها عبر بورصة تل أبيب بكل تطور قد يؤدي إلى خسارتها".
ووفقاً لتقارير اقتصادية في الدولة العبرية، تطرح شركة سيلكوم في البورصة الإسرائيلية 3.376 مليون سهماً حتى ايلول/ سبتمبر الماضي، وتعتبر الشركة من أكبر ثلاثة شركات للإتصالات المحمولة في إسرائيل، إذ تأتي في المركز الثاني والثالث شركتي بلافون واورانغ.
إلى ذلك لم يستبعد خبراء في تل أبيب إمكانية تعرض الشركة لهجوم إلكتروني من قبل جهة معادية سواء داخل اسرائيل أو خارجها، إذ أن عدم تمكن كوادر شركة سيلكوم من التعاطي مع العطل أو على الأقل اكتشافه يعطي انطباعاً بزرع فيروس داخل منظومة التشغيل بحرفية عالية، تفوق قدرات أفراد تقنيين.