أعلنت جبهة البوليساريو خلال ساعة متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء عن قرار دفن زعيمها عبد العزيز المراكشي بالمنطقة العازلة بئر لحلو، وكانت الأمانة العامة لهذا التنظيم الإنفصالي قد اجتمعت بتندوف، ليلة أمس في سرية تامة، حيث حضر الاجتماع كبار الضباط الجزائريين عسكريين ومخابراتيين، وذلك قصد ضبط الأوضاع، إذ بمجرد الإعلان عن الوفاة بدأت القاعدة الشعبية من سكان المخيمات تنتفض حيث وقعت حوادث متفرقة هنا وهناك، وكذلك قصد وضع القيادة تحت تصرف السلطة العسكرية الجزائرية إلى حين اختيار خلف للمراكشي. وحسب مصادر موثوقة فإن الاختيار كان بين دفن عبد العزيز المراكشي في تندوف بالجزائر حيث توجد مخيمات الاحتجاز أو كوبا أو بئر لحلو، واختلفت القيادة وزوجة المراكشي والضباط الجزائريين حول مكان دفنه، الذي تحول إلى موضوع سياسي بدل مواراة جثته في التراب.
ولقد قوبل اختيار دفنه بتندوف برفض تام من قبل الضباط الجزائريين، باعتبار أن عبد العزيز المراكشي مغربي وليس جزائريا وبالتالي لا يمكن دفنه فوق أرض جزائرية، منحتها سلطات العسكر للمرتزقة لإقامة مخيمات الاحتجاز، وتعتبر الجزائر عبد العزيز لاجئ وبالتالي فإن دفنه بالجزائر قد يشكل تهديدا للنظام الجزائري في مستقبل الأيام.
أما الرأي الثاني الذي قال بدفنه في كوبا طبقا لوصية الزعيم الشيوعي فيديل كاسترو فقد رفضته زوجته رفضا قاطعا، دون أن ننسى أن لها كلمة مسموعة بل تعتبر الحاكم الفعلي أثناء مرض زوجها.
وانتهى الجمع إلى أن يتم دفنه بمنطقة بئر لحلو العازلة، ويعتبر هذا تحديا للأمم المتحدة التي تشرف على رعاية وقف إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو منذ سنة 1991، باعتبار المنطقة منزوعة السلاح ولا يقطنها بشر "Un no man's land" ، ودفن عبد العزيز سيكون مسمارا تدقه الجبهة ومن ورائها الجزائر في نعش دور الأممالمتحدة في القضية.
إن دفن عبد العزيز في هذه المنطقة سينهي الصفة التي اتخذتها منذ ربع قرن ألا وهي منطقة عازلة، حيث سيتم في المقبل من الأيام تنظيم زيارات لقبر المراكشي وبالتالي ستنتهي قصة المنطقة العازلة بموجب قرار أممي، وسيكون حتما على الأممالمتحدة أن تتخذ القرار الصائب وتتدخل لمنع هذا الدفن وإلا ستكون عاجزة أمام خروقات خطيرة تهدد مسار التسوية السلمية.