بعد غياب طويل على الساحة الإعلامية ظهر اليوم فجأة وبدون سابق إنذار، الصحفي السوداني طلحة جبريل عن طريق رسالة إلكترونية موجهة للصحفيين العاملين بكل وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية، والمناسبة: "تغطيته" الخاصة لمنتوجات شركة معروفة بإنتاج النقانق. ظهور طلحة جبريل لم يمر مرور الكرام بل شد انتباه العديد من معارفه وتلاميذته السابقين الذين لم يبخلوا على هذا "الحدث" بتعليقاتهم، التي غلبت عليها السخرية والمزاح، بالنظر إلى ظرفية ظهور صاحب "صحافة تأكل أبناءها" وطبيعة الموضوع الذي قام بالتهليل له (منتوجات الحلال) والشركة المستفيدة من إشهار طلحة وكرمه الحاتمي.
طلحة جبريل أرسل لما مجموعه 100 صحفي قصاصة إشهارية مبطنة ومخدومة بشكل مفضوح، يقوم من خلالها بتلميع صورة شركة "النقانق" التي مُنيت بخسارة فادحة وغير مسبوقة منذ إعلان منظمة الصحة العالمية أن اللحوم المصنعة، تسبب السرطان.
وقد تفنّن الصحفي السوداني في حبك المادة الإشهارية وتقديمها مسمومة بتوابل بالية، حيث اعتمد في ذيباجة الخبر على الهرم المقلوب الذي يتقنه طلحة أكثر من غيره، إذ قام بوضع السيد اخنوش في مقدمة الخبر حتى تنطلي على القارئ الحيلة، ويعتقد أن الخبر يخص ندوة صحفية هامة قدمها السيد وزير الفلاحة والصيد البحري..
وقد حاول طلحة أن يخفي ب"دهاء" عملية تجميل وجه شركة "الصوصيص" وإشهارها من خلال تصريف الفقرة التي يمتدح فيها الشركة، بين فقرات أورد فيها تصريحات اخنوش ومولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد، بخصوص انتعاش سوق منتجات الحلال على المستوى العالمي. وإذا كانت هذه العملية ستنطلي على العديد من الاشخاص الذين لا يفقهون كثيرا في مهنة الصحافة، فإن العملية لا يمكن تمريرها على ظهر المتمرسين في مهنة المتاعب، وهو ما انتبه إليه طلحة جبريل ب"دهاء" مقرون ب"مكر الثعالب"، حيث قام بارسالها لأكبر عدد ممكن من الزملاء والاصدقاء عبر رسائل "الايمايل" حتى تكون حظوظ تمرير "الدكاكة" كبيرة..
ولسوء حظ العميل الجديد لشركة "الصوصيص" فإن الرسالة وصلت الى العديد من المهتمين الذين ضبطوا اسم المرسل الذي لم يكن سوى طلحة جبريل موسى ومن لا يعرفه.