اللقاء التواصلي ، الذي عقدته في الأسابيع الماضية القليلة ، وزارة الإتصال مع مدراء المواقع المغربية و العديد من نساء ورجالات الصحافة ، في الصحافة الإلكترونية ، شكل دفعة قوية ،لعقد الكثير من اللقاءات و الموائد المستديرة ، بين المهتمين للوقوف عند الإشكالات المطروحة أمام الصحافة الرقمية كما يفضل البعض تسميتها أو الإعلام البديل كما يروج لدى الكثيرين . فالصحافة الإلكترونية و إن كانت تخيف العديدين من الممارسين للصحافة التقليدية ، إلا أنها مازالت تنتظر القانون الجديد التي يعترف بها كمهنة و بالممارسين لها عبر بطاقة الوزارة و الدعم و التقنين و غيرها من المطالب التي أصبحت ملحة ، الآن قبل الغد ، خصوصا و أن المواقع الإخبارية المغربية ، أثبتت مع الأيام أحقيتها في الإعتراف و الدعم . ليس لأنها ، أصبحت مصدر العديد من الأخبار التي تتداولها الصحافة الورقية ، بل لأنها وهذا الأساس أصبحت تهددها حتى في الوجود ، فالصحف الحزبية كما الوطنية ، إقترح عليها الزميل الصحفي طلحة جبريل ، في لقاء نظم يومه أمس باليضاء ، إلى التخلي عنها و تبني النموذجين الألماني و الأمريكي و القاضي بالتوفر على جرائد محلية أو جهوية ، بسبب هيمنة المواقع الإلكترونية الإخبارية و قدرتها على السبق و الريادة في إنتشار الخبر . فالصحف الإلكترونية و إن كانت تعاني بالأساس ، من الصحافيين المهنيين و من الدعم المادي و على قلة الموارد البشرية و غياب مصادر التمويل و الإشهار فضلا عن الإعتراف الذي جاء متأخرا ، بالنظر إلى أن أول موقع الكتروني مغربي ، أسس منذ 10 سنوات ، إلا أنها أصبحت تشق طريقها إلى الإحتراف . وما اللقاءات التي أصبحت ، تعقد هنا وهناك ، بين طلبة المعاهد و المؤسسات الإعلامية و إن كانت الصحف الورقية مازالت ، لم تخصص ملفات خاصة حول " الصحافة الإلكترونية في المغرب " و تسليط الأضواء على المواقع الرائدة و الأسماء الفاعلة فيها مع تخصيص صفحة يومية ، للحديث حول ما يكتب فيها و عن جديدها ، إلا أن ذلك لم يمنع من الدور الذي تلعبه المواقع الإجتماعية ، في سرعة إنتشار الخبر و تداوله بين المبحرين على الشبكة . رغم ما قيل و يقال ، على أننا نتوفر على مواقع إلكترونية و وليس على صحف إلكترونية بمعناها الأكاديمي ، والتي تشترط أن تتجدد على مدار الدقيقة و أن تضم على الأقل 12 صحفيا إضافة إلى الخدمات السمعية –البصرية التي تميزها عن الصحافة التقليدية و فضلا عن غياب الإشهار الذي يبقى إشهار خدمات و ليس إشهار مؤسسات كما حاء على لسان الصحافي السوداني المقيم بالمغرب طلحة جبريل ، إلا أن أعداد مستخدمي الأنترنيت ، ساهم بشكل كبير في زيادة هذه المواقع الإخبارية . ما يفيد أن المستقبل للصحافة الإلكترونية ، إن راهنت على المصداقية و على صحة الخبر و من مصدره و عدم الجري وراء السبق على حساب ثقة زوارها ، الذين يبحثون عن الجديد في كل المجالات و ليس فقط إقتحام الخطوط الحمراء ضدا على أخلاقيات المهنة . وما الأسئلة التي أصبحت الآن ، تطرح حول راهن الصحافة الإلكترونية في المغرب ، ما هي خريطة طريق نحو الوصول إلى صحافة جديدة قادرة على أن تعيد الثقة إلى قرائها ، عبر احترامها لكل الأجناس الصحافية المتعارف عليها ، حتى نستحق لقب " الإعلام البديل " الإعلام المفترض فيه أن يكون الإقرب إلى المواطن المغربي منه إلى الصحافة التقليدية ، في إنتظار صدور الكتاب الأبيض و القانون الجديد . فهل ستكسب الصحف الإلكترونية ، اليوم ، في المغرب الرهان فيما سيقبل من السنوات ؟ا علي مسعاد [email protected]