لا تنازلي رجلا بتقديم المزيد من التنازلات. في التبضع، كما في الحب، الرجل لا يقبل التنازلات، يريد ما نذر وغلا. ذات يوم أكيد، سيختبر معدنك بقدرتك على الصبر على انقطاع كأنه قطيعه. قد يدوم اختفاؤه أياما أو أسابيع أو أشهرا، وقد يكون النهاية التي لا تدرين بعد بها .
فليكن .. ادخلي حلبه صمته. ستكبرين بالصبر عليه. استمتعي بالانقطاع عنه. لا تعيشي قطيعته عذابا، عيشيها تمارين في الكبرياء وإعلاء شانك. ((ما أقوى من الحب سوى الكبرياء عند امنع النساء)). يوما بعد يوم، ستتوقفين عن عد الأيام التي لم تسمعي صوته فيها، والمناسبات والأعياد التي اخلفها قصدا، برغم انه عايد أناسا لا يعنون له ما تعنين. لن يكون الأمر سهلا. لكن غدره بك، هو وقود تحديك، فتذودي به ما استطعت. عليك أن تكسبي عادات جديدة لقتل عاداتك القديمة. وقبل هذا كله عليك أن تغذى إحساسك بالأنفة في مواجهة من كان اقرب الناس الى روحك، وغدا ألد أعدائك لأنه يملك مفاتيحك، ويعرف المداخل الغير محصنه لقلبك، ويعرف كم أنت ضعيفة اتجاهه . لا تضعفي وتطلبي رقمه، لأنك ستخسرين عزه نفسك، من دون أن تكوني قد كسبته. في هذه المزايدات بالذات على الكبرياء يموت الحب ارخص ميتة، من اجل إعلاء شان عاشقين يتلوعان ويشقيان عن حماقة في الوقت نفسه، في المنازلة الثنائية للفوز بالمرتبة الأولى في الجفاء حد الموت. لا اعرف جريمة اكبر من هذه اتجاه أنفسنا واتجاه الحب، ولا اعرف خسارة أكثر فداحة وحماقة. ولكن مادامت هذه اللعبة الإجرامية، هي التي يحلو للرجال أن يلعبوها معنا، لا نملك إلا أن ننزل إلى الحلبة ونكسب الجولة، حتى لو اقتضى الأمر كي قلبنا، ف(آخر الدواء الكي ). لي صديقه هزمها الشوق، وخانتها يدها بعد أسابيع من القطيعة، فطلبت رقم الرجل الذي كانت تحبه، وحين قطع الهاتف في وجهها، أشعلت سيجاره وكوت بها يدها اليمنى، حتى أنها كلما رأت آثار الحريق على يدها، كرهته ورفضت يدها أن تطلبه مجددا. راح يتمادى صدا لأنه اعتقد، كعادته، في إمكانه أن يذهب بعيدا في ظلمها، ثم يجدها في انتظاره متى عاد. ما تخيل لحظة أنها هذه المرة لن تنتظره، فقد تزوجت رجلا توجها أميرة وأحبها ودللها كما لم يفعل رجل. وعشقها حد تقبيل أصابع قدميها. ولم يلحظ يوما آثار الحريق على يدها. لماذا وهو البدوي الغيور كغزال عربي تركها لرجل غيره؟؟ من الأرجح احتمال خسارتها لم يكن في حسبانه. فالرجل يعتقد أن المرأة موجودة أصلا لانتظاره، وأنها اضعف من أن تأخذ قرار الانفصال أو تلتزم به.