رغم اعتقاله في حالة تلبس وحجز عشرات الأطنان من المواد الفاسدة لديه، فإن عائلة سعيد العلواني، عقدت ندوة صحفية قضت ثلاثة أرباعها في التباكي على براءة ابنها، وحاولت تبرئته من التهم المنسوبة إليه، وقالت إنه ذهب ضحية حسابات سياسية وزعمت أنه خلال مرحلة التوقيف اختفت 100 مليون سنتيم، وأن المحققين هم من استولى عليها مع عدم التصريح بالمحجوزات، في الوقت الذي تشير المحاضر إلى حجز مبلغ 275050 درهم وبموافقته وتوقيعه. ويذكر أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، كان قد أوقف سعيد العلواني، المعروف بنشاطه الجهادي وتمويله للحركات الإرهابية، في 15 يونيو الماضي، والذي يمتلك شركة العلواني الأندلس بفاس المتخصصة في بيع المواد الغذائية بالجملة، وقادت التحقيقات الأولية إلى الكشف عن ضلوعه في بيع وترويج المواد الغذائية الفاسدة المضرة بصحة المواطنين.
ويرى المتتبعون أن الندوة التي نظمتها عائلة سعيد العلواني مجرد مناورة دنيئة ينهجها جل المعتقلين الإسلاميين المتورطين في مثل هاته القضايا، وتهدف هذه الحركة إلى التشويش على مسار التحقيق والمحاكمة، وذلك من خلال الترويج لسعيد العلواني كمحسن، وهو يتخذ هذا العنوان لتمويل الجماعات الإرهابية.
ولا يمكن تغطية الشمس بالغربال، ولا يُجْد نفعا التباكي الذي تمارسه العائلة المذكورة، فسعيد العلواني وحسب ما كشفت عنه خيوط التحقيق الأولى متورط من رأسه إلى أخمص قدميه في تمويل الجماعات الإرهابية والراغبين في الالتحاق ببؤر التوتر في سورياوالعراق وذلك من خلال ما تذره عليه تجارة المواد الفاسدة.
وفي تتبع مساره نحو الفكر الجهادي نعثر على نقطة مفصلية في حياته تتعلق بزواجه من جميلة بريك، وهي شقيقة محمد وعز الدين بريك المقاتلين في العراقوسوريا والمطلوبين للعدالة محليا ودوليا، وكانت هذه نقطة الانطلاق نحو توسيع دائرة علاقاته مع أبرز الوجوه التكفيرية والتيار المتطرف بفاس.
ولأن تجارة المواد الغذائية الفاسدة مدرة لأرباح طائلة، فقد أصبح العلواني عضوا نشيطا في تمويل المتطرفين الذين يعيشون في وضعيات اجتماعية صعبة، ووفر لهم فرص شغل من قبيل المغاربة العائدين من أفغانستان.
وفي هذا الصدد مول سعيد العلواني معتقلي أسر السلفية الجهادية، وأقام علاقات مع زوجات المعتقلين. فقد استفادت أرملة عبد الحق بنتاصر، العقل المدبر لأحداث 16 ماي الإرهابية ، وغفران فرخي أرملة الإرهابي الجزائري عمر السايح الذي قضى في أفغانستان من مساعدات متعددة وعينية من طرف المعني بالأمر.
وتكلف سعيد العلواني بمصاريف سفر سناء الزغديدي زوجة صهره عز الدين بريك قصد الالتحاق بزوجها في مناطق القتال في سورياوالعراق.
لم يكن سعيد العلواني بعيدا عن أجواء الجهاديين، حيث آوى سعيد العلواني في بيته، صهره عز الدين بريك، أثناء عودته للمغرب بعد محاولة فاشلة للالتحاق بالقاعدة في المغرب الإسلامي، كما حافظ العلواني على التواصل مع عبد الرزاق بريك صهره الآخر حتى بعد التحاقه بسوريا.
والتجأ سعيد العلواني بسوء نية مبيتة وبجشع منقطع النظير إلى استعمال التدليس والغش في العمليات التجارية الخاصة بالتوزيع والوساطة، حيث عمد إلى اقتناء السلع الغذائية وغيرها (تمور، عصائر، مربى، بسكويت، مسحوق البندق) بأثمنة تقل بكثير عن ثمن كلفة الإنتاج، بالنظر لاقتراب تاريخ نهاية صلاحيتها.
وعمد إلى تخزين هذه السلع الفاسدة في مستودعات شركته في مدينة فاس بكميات كبيرة ومعدة لهذا الغرض، حيث كان يتكلف مستخدموه، إما باستبدالها في علب أخرى، أو تغيير تاريخ صلاحيتها بطريقة تقنية.
ومكنت عملية التفتيش في مخازن شركة "العلواني الأندلس" في جهات متعددة من البلاد، من حجز أطنان من المواد منتهية الصلاحية، كانت معدة للتوزيع على عدد من محلات البيع بالتقسيط.
هذه سيرة مختصرة لمسار إرهابي لا تنتهي أحلامه في ممارسة التخريب، فبعد تمويل الجهاديين، وإرسال المقاتلين لسورياوالعراق ليمارسوا الذبح والقتل، لجأ إلى قتل الشعب المغربي بالبطيء من خلال بيع مواد فاسدة ومسمومة، ومن خلال هذه التجارة كان يحقق هدفين، الأول تدمير المغاربة الذين يعتبرهم كفارا والثاني تمويل العمليات الإرهابية وإرسال الإرهابيين إلى سورياوالعراق.